في مشهد يختزل رمزية الذاكرة الوطنية، شهدت مدينة كاين الفرنسية مزادًا علنيًا انتهى بعودة علم حريري نادر للزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى أيادٍ مغربية، بعدما ظل قرابة قرن ضمن مقتنيات خاصة في فرنسا.
ووفق مصدر اعلامي فرنسبطي، فقد اشتري العلم بمبلغ بلغ 40 ألف أورو من طرف مواطن مغربي آثر عدم الكشف عن هويته، بعد منافسة حادة مع أحد أبناء الجالية المغربية في مدينة رين، لتحسم الصفقة لصالح من أراد “صون ذاكرة المقاومة المغربية من التشتت والنسيان”.

وتشير المعطيات التاريخية إلى أن هذا العلم يعود إلى سنة 1926، وهي السنة التي سلّم فيها الخطابي نفسه إلى الجيش الفرنسي بعد سنوات من الحرب الضروس في جبال الريف ضد الاستعمارين الإسباني والفرنسي، حيث بقيت القطعة منذ ذلك الحين ضمن مجموعات خاصة حتى ظهورها المفاجئ في هذا المزاد.
وافتُتحت المزايدة بسعر لم يتجاوز 1200 أورو، قبل أن ترتفع العروض بشكل متسارع نتيجة التنافس على قطعة تحمل بعدًا تاريخيًا ورمزيًا كبيرًا في الوجدان المغربي، إذ تمثل أحد الشواهد النادرة على نضال الريف ضد القوى الاستعمارية في مطلع القرن العشرين.
وباقتناء هذا العلم، يسدل الستار على فصل طويل من التيه التاريخي لرمز من رموز الذاكرة المغربية، في لحظة تُعيد للأذهان صورة الخطابي وهو يرفع راية التحرير في وجه تحالف الإمبراطوريات.




