أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح الجمعة، استشهاد طفلين فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة الجديرة شمال غربي القدس بالضفة الغربية المحتلة، في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الانتهاكات المتصاعدة ضد المدنيين الفلسطينيين منذ اندلاع العدوان على غزة.
وقالت الوزارة في بيانها إن الشهيدين هما محمد عبد الله تيم (16 عاماً) ومحمد رشاد فضل قاسم (16 عاماً)، وقد ارتقيا بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار عليهما بشكل مباشر في منطقة الحارة الفوقة داخل البلدة، قبل أن تقدم على احتجاز جثمانيهما ومنع طواقم الإسعاف من الوصول إليهما.
في المقابل، زعم جيش الاحتلال في بيان له أن العملية جاءت بعد “رصد شخصين حاولا إلقاء زجاجات حارقة باتجاه طريق مركزي”، مشيراً إلى أن وحدة خاصة تُعرف بـ”636” نفذت “كميناً نارياً” وأطلقت النار باتجاههما، دون الإشارة إلى طبيعة إصابتهما أو مصيرهما، في محاولة لتبرير الجريمة.
وقالت محافظة القدس في بيان لاحق إن القوات الإسرائيلية أمطرت الطفلين بوابل كثيف من الرصاص الحي بالقرب من جدار الفصل العنصري في منطقة الحارة الفوقة، على مقربة من منازل المدنيين، ووصفت الحادثة بأنها “إعدام ميداني متعمد” يعكس طبيعة السياسة الإسرائيلية القائمة على استهداف الأطفال والشباب الفلسطينيين في المناطق القريبة من الجدار.
ويحيط بمدينة القدس جدار إسمنتي ضخم أقامته سلطات الاحتلال منذ مطلع الألفية الثانية بارتفاع يتجاوز ثمانية أمتار ويمتد لمسافة تقارب 202 كيلومتر داخل أراضي الضفة الغربية، في إطار ما تسميه إسرائيل “الجدار الأمني”، فيما تصفه المنظمات الحقوقية الفلسطينية والإسرائيلية بأنه جدار فصل عنصري يخنق القرى الفلسطينية ويفصلها عن أراضيها.
ويأتي هذا الحادث في ظل تصعيد خطير في الضفة الغربية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر 2023، حيث كثّفت قوات الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم اليومية على المدن والقرى الفلسطينية، ما أسفر — وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية — عن استشهاد أكثر من 1060 مواطناً وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، فضلاً عن اعتقال أكثر من 20 ألف فلسطيني، من بينهم 1600 طفل، في ما تصفه منظمات حقوقية بأنه حملة عقاب جماعي ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني.





تعليق واحد