في المنام، ومن جديد، جاءني طيف أسود، اندهشت، شعرت بخوف يحمل في طياته الرغبة في التحدي، اقترح علي الطيف الذي ظهر لي أنه يبتسم قليلاً، قال لي: لم لا تترشح في الانتخابات التشريعية؟ في إحدى المدن التي لك بها تواريخ وأحداث كثيرة، استغربت، استفسرت عن أسماء المدن..
قال لي: مدن من قبيل وجدة، تازة، الحسيمة، جرادة، ظهر لي أن الطيف في حالة ارتباك وخوف شديدين، ليظهر طيف أبيض جديد، تملكني وأنا في عالم الأحلام الخوف الممزوج بمعرفة المزيد، نطق الطيف الأبيض وهو ينظر لي بنوع من العطف والأسف، قال لي: إياك وأن تعتقد أن عهد وعصر الديناصورات انتهى، ففي بعض الفترات، يعود العصر الجوراسي من جديد، اهتم بنفسك وحاول أن تحافظ على القلم بعيداً عن بحر مليء بكل أنواع الحيتان، أحسست بالرعب، استيقظت، وقلت في نفسي: الحمد لله رب العالمين.
الديمقراطية وثقافة المجتمعات النامية
دوماً كنا نقول، ولا زلنا نؤكد على ذلك، قلنا إن الانتخابات التشريعية، رغم أنها مؤطرة بمؤسسات حزبية، إلا أن دور الأحزاب يبقى ثانوياً ويقتصر على الجانب القانوني فقط، فالتشريعيات مرتبطة بالأشخاص وكفى، فكم من شخصية غيرت الانتماء ونجحت في الدخول لقبة البرلمان، فالعقليات، ونفور الفئة الواعية من التصويت لأسباب موضوعية وغير موضوعية، جعلا الانتخابات والنجاح يتجهان صوب الأشخاص الذين يتواصلون مع الناس ويحققون مصالح الناس والفئات والدوائر، وهكذا.
ومن هنا، فالوعود التي تدخل البرنامج الانتخابي تكون في الغالب متشابهة، أو مستحيلة، أو غير واقعية، أو مزيفة، وهكذا دواليك. لذا، ديمقراطيتنا تحتاج إلى إعادة النظر في كل شيء تقريباً.




