أفريقياالشأن الإسبانيمجتمع
أخر الأخبار

موجة هجرة جديدة نحو سبتة.. قاصرون وأم مغربية وطفلها يجسدون مأساة “جيل الإحباط”

..كل موجة هجرة أصبحت بمثابة استفتاء رمزي على فشل السياسات العمومية

شهدت مدينة سبتة المحتلة في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد واحدة من أكبر محاولات التسلل الجماعي منذ أشهر، بعدما تمكن نحو ثلاثين قاصراً مغربياً من عبور البحر سباحة في ظروف جوية قاسية، وفق ما نقلته صحيفة el faro de cueta المحلية الإسبانية التي تحدثت عن استمرار تدفق مجموعات صغيرة أخرى نحو المدينة.

وفي حادث مؤثر موازٍ، وصلت أم مغربية وطفلها البالغ نحو ست سنوات إلى شاطئ “تاراخال” سباحة، مستخدمة وسيلة طفو بسيطة لحماية ابنها، قبل أن تتدخل عناصر الحرس المدني الإسباني لإنقاذهما.

وقد أثارت الصور المتداولة تعاطفاً واسعاً، باعتبارها رمزاً لمعاناة إنسانية تتكرر في كل موجة هجرة.

تزامنت هذه الأحداث مع الاحتجاجات التي عرفها المغرب والتي يقودها شباب “جيل زد”، المطالبون بإصلاحات سياسية واجتماعية شاملة، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة.

ويرى مراقبون أن تزايد محاولات الهجرة السرية، خصوصاً بين القاصرين، يعكس حالة يأس اجتماعي ناجمة عن غياب الأفق وفرص الحياة الكريمة.

وتضع المعارضة، وعلى رأسها النائبة البرلمانية نبيلة منيب، المسؤولية على عاتق حكومة عزيز أخنوش، متهمةً إياها بالفشل في الاستجابة لتطلعات الشباب.

وتشير تقارير رسمية، كالصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، إلى أن أكثر من 4.3 ملايين شاب مغربي بين 15 و34 سنة خارج التعليم والعمل والتكوين، ما يشكل تهديداً مباشراً للسلم الاجتماعي ويغذي نزعات الهجرة السرية والانحراف.

تحليلا للمشهد، فإن ما يجري على شواطئ سبتة ليس مجرد محاولات فرار من الفقر، بل هو تعبير عن أزمة جيل بأكمله يعيش انكسار الحلم الوطني وتآكل الثقة في مؤسسات الدولة.

فكل موجة هجرة أصبحت بمثابة استفتاء رمزي على فشل السياسات العمومية، وجرس إنذار بأن البحر لم يعد يفصل بين ضفتين، بل بين عالمين، أحدهما يعيش الأمل، والآخر يسبح بحثا عن معنى للحياة.

https://anbaaexpress.ma/tatgy

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى