بعد شهور طويلة من النزوح القسري والمعاناة بدأت آلاف العائلات في قطاع غزة العودة إلى بيوتها التي نجت من الدمار
محملة بمزيج من الحزن والفرح والذكريات المؤلمة تتفقد الأزقة الضيقة التي تغيرت ملامحها تماماً
وتتنقل بين الأنقاض بحذر خوفاً من أن تتحول كل خطوة إلى صدمة حين تكتشف بيتها محطمًا
رؤية المنزل سالماً أصبحت بالنسبة للغزيين رمزا للحياة والنجاة
فالكثيرون يلتقطون الصور ينظفون الغبار عن النوافذ ويعيدون ترتيب منازلهم وكأنهم يعيدون إشعال روح الحياة نفسها لكن الفرح لا يكتمل
فكل زاوية تظهر بيتاً مدمراً يذكّرهم بالفقد المستمر والخسائر التي خلفتها حرب الإبادة
في الوقت نفسه شهدت المنطقة تحركات دبلوماسية وسياسية مهمة
حيث زار الرئيس الأمريكي ترامب إسرائيل وألقى خطاباً في الكنيست أعلن فيه دعمه الكامل لوقف إطلاق النار
مؤكداً على ضرورة تثبيت الهدنة وفتح طريق لإعادة الإعمار ووقف التصعيد العسكري
جاء ذلك بالتزامن مع انطلاق قمة شرم الشيخ التي جمعت قادة عرب ودوليين على نفس اليوم لتأكيد التهدئة وتعزيز الاستقرار الإقليمي
وأسفرت عن توقيع اتفاق رسمي لإنهاء الحرب ووضع خطة شاملة لإعمار غزة وإعادة الخدمات الأساسية للسكان
وثّق العديد من سكان القطاع عبر منصات التواصل الاجتماعي لحظات عودتهم إلى منازلهم حيث أظهرت مقاطع الفيديو فرحة الأطفال والعائلات
وبين دموع الفقد والضحك الممزوج بالحذر
يبدو الأمل حاضراً رغم حجم الخراب الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي خلال عامين من التدمير الممنهج
وتبرز هذه اللحظات كدليل على صمود الغزيين وإصرارهم على إعادة الحياة إلى القطاع
مع دعم دولي واضح لتحقيق إعادة إعمار مستدامة ووقف تصعيد العنف في المستقبل
