أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، في مداخلته أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة بنيويورك، أن المغرب استعاد أقاليمه الجنوبية من الاستعمار الإسباني قبل نصف قرن عبر مفاوضات قانونية ووفق ميثاق الأمم المتحدة، مشددًا على أن مبادرة الحكم الذاتي ليست حلاً أحاديًا، بل إطارًا تفاوضيًا أمميًا يستجيب لمتطلبات الواقعية والتوافق.
وأوضح هلال أن الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، التي يخلدها المغرب في السادس من نونبر المقبل، تجسد لحظة تاريخية أنهت الحقبة الاستعمارية وفتحت صفحة جديدة من التنمية والاستقرار في الصحراء المغربية، مشيرًا إلى أن المملكة انخرطت منذ 1975 في تنمية أقاليمها الجنوبية بشكل مستقل عن المسار السياسي للأمم المتحدة.
وانتقد السفير المغربي ما وصفه بـ”الخطابات المتجاوزة لبعض الدول” التي تكرر مواقف لا تنسجم مع توجهات مجلس الأمن الرامية إلى تسوية سياسية واقعية ودائمة، مؤكدًا أن الصحراء المغربية اليوم تمثل فضاءً للوحدة والتضامن والتنمية، ومركزًا لمشاريع استراتيجية كبرى من قبيل ميناء الداخلة الأطلسي والطريق السريع تيزنيت-الداخلة، إلى جانب منشآت الطاقة المتجددة والمراكز الجامعية والطبية.
وشدد هلال على أن مبادرة الحكم الذاتي، التي طرحها المغرب سنة 2007، تُعد ممارسة شرعية لحق تقرير المصير كما هو معترف به في القانون الدولي، إذ تمنح الساكنة المحلية صلاحيات تشريعية وتنفيذية وقضائية في إطار سيادة المملكة، مؤكدًا أن هذا المقترح يلقى دعمًا متزايدًا من المجتمع الدولي باعتباره الحل الجاد والواقعي الوحيد للنزاع.
كما ذكّر بأن مبدأ تقرير المصير لا يعني الانفصال، وفق القرار 1514 للجمعية العامة، داعيًا الأطراف المعنية، بما فيها الجزائر والبوليساريو، إلى الانخراط الجاد والبنّاء في المسار الأممي بعيدًا عن الحسابات الجيوسياسية.
وفي ختام كلمته، شدد الدبلوماسي المغربي على التزام المملكة بسياسة اليد الممدودة تجاه الجزائر، واستمرار انخراطها المسؤول في جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل توافقي “لا غالب فيه ولا مغلوب”، يحفظ كرامة الجميع ويكرّس الاستقرار الإقليمي.
