أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، موقفها الرسمي من المبادرة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، وذلك عقب مشاورات داخلية واسعة شملت مؤسساتها القيادية، وقوى وفصائل فلسطينية، إلى جانب اتصالات مع وسطاء وأطراف إقليمية ودولية.
في بيان رسمي مساء الجمعة، رحبت الحركة بالجهود العربية والإسلامية والدولية، بما فيها المبادرة الأميركية، الرامية إلى إنهاء العدوان على غزة وإطلاق عملية تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، مع التأكيد على رفض التهجير القسري والاحتلال.
وأوضحت حماس أنها مستعدة للموافقة على تبادل الأسرى وفق الصيغة الواردة في المقترح الأميركي، بما يشمل الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال أحياءً وجثامين، شرط توفير الظروف الميدانية المناسبة.
كما أكدت استعدادها للانخراط فوراً في مفاوضات عبر الوسطاء لتحديد الآليات العملية للتنفيذ.
كما جددت الحركة استعدادها لتسليم إدارة قطاع غزة إلى هيئة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط، يتم تشكيلها على أساس التوافق الوطني وبدعم عربي وإسلامي، في إطار رؤية تعزز الوحدة الفلسطينية.
وفيما يخص القضايا السياسية الكبرى ومستقبل القطاع، شددت حماس على أن هذه الملفات لا يمكن حسمها بشكل منفرد، بل ستناقش داخل إطار وطني جامع، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية.
المراقبون يرون أن موقف الحركة يجمع بين الانفتاح التكتيكي على المبادرة الأميركية وبين التمسك بالثوابت الوطنية، إذ تحاول حماس تفادي الظهور بمظهر الرافض لأي مبادرة لوقف الحرب، وفي الوقت ذاته تمنع تمرير حلول جزئية قد تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني.
هذا الموقف يضع الكرة في ملعب الولايات المتحدة وإسرائيل، ويختبر جدية الطرفين في تحويل المبادرة إلى مسار سياسي حقيقي، لا مجرد غطاء لمواصلة الحرب.
يأتي ذلك فيما تتواصل الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث خلّفت أكثر من 234 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين وملايين النازحين، وسط تدمير شبه كامل لمناطق القطاع، في ظل تجاهل الاحتلال وحلفائه للأوامر الدولية بوقف العدوان.




تعليق واحد