الشرق الأوسطسياسة
أخر الأخبار

تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.. يدخل حيز التنفيذ وسط أجواء حذرة ومراقبة دولية مكثفة

اتهمت القسام الجيش الإسرائيلي بتعمد قتل عدد من الأسرى خلال عملياته العسكرية الفاشلة لاستعادتهم بالقوة، مؤكدة أن الاحتلال “اضطر في النهاية للرضوخ لشروط المقاومة واستعادة أسراه عبر صفقة تبادل..

بدأت عملية تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وإسرائيل فعليًا صباح الاثنين، بعد تسليم اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء الذين كانوا محتجزين في قطاع غزة، وعددهم عشرون شخصًا، في إطار اتفاق شامل لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين.

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن المرحلة الأولى من الاتفاق تضمنت إطلاق سراح سبعة رهائن، تلتها الدفعة الثانية المكونة من 13 رهينة إضافيًا، جميعهم ممن اختُطفوا خلال هجوم السابع من أكتوبر 2023، الذي كان الشرارة الأولى لأطول جولات الصراع بين الجانبين منذ عقود.

وفي المقابل، تستعد السلطات الإسرائيلية للإفراج عن قرابة ألفي معتقل فلسطيني من سجونها، من بينهم سجناء محكومون بأحكام طويلة.

وبحسب مصادر ميدانية، تم نقل نحو 1966 معتقلاً على متن حافلات انطلقت من عدة سجون إسرائيلية باتجاه معبر بيت حانون، حيث من المنتظر وصولهم إلى مجمع ناصر الطبي في غزة قبل توزيعهم على مناطق القطاع.

ترافق ذلك مع مشاهد بثتها وسائل الإعلام الفلسطينية تظهر عشرات المسلحين الملثمين من كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، أثناء إشرافهم على عملية التسليم جنوب القطاع.

وأكدت الكتائب في بيان رسمي التزامها الكامل ببنود الاتفاق، مشددة على أن ما تحقق هو “ثمرة لصمود الشعب الفلسطيني وثبات مقاوميه”، مضيفة أن المقاومة “كانت حريصة منذ البداية على وقف حرب الإبادة التي خاضها الاحتلال، لكنها ووجهت بتعنت سياسي وعسكري نابع من نزعة انتقامية وعنصرية”.

من جانبها، اتهمت القسام الجيش الإسرائيلي بتعمد قتل عدد من الأسرى خلال عملياته العسكرية الفاشلة لاستعادتهم بالقوة، مؤكدة أن الاحتلال “اضطر في النهاية للرضوخ لشروط المقاومة واستعادة أسراه عبر صفقة تبادل”

وفي إسرائيل، خيمت أجواء من الترقب والاحتفال المشوب بالقلق، حيث احتشد المئات من ذوي الرهائن أمام معسكر “ريعيم” العسكري قرب حدود غزة، بانتظار وصول المفرج عنهم على متن مروحيات عسكرية لنقلهم إلى المستشفيات لإجراء فحوص طبية.

وفي تل أبيب، توافدت الحشود إلى “ساحة الرهائن” التي تحولت إلى رمز وطني للضغط الشعبي خلال الحرب.

أما على الصعيد السياسي، فقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وصل صباح اليوم إلى القدس لإلقاء خطاب أمام الكنيست، أن “الحرب في غزة انتهت فعليًا”، مشيرًا إلى أن الاتفاق يمثل “خطوة أولى نحو إعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط”.

وأكد ترامب للصحفيين أن حماس وافقت على خطة لنزع سلاحها تدريجيًا، ضمن حزمة من الإجراءات التي تتضمن إعادة إعمار غزة بإشراف دولي وضمانات أمنية متبادلة.

وأضاف الرئيس الأميركي، الذي من المقرر أن يشارك مساء اليوم في قمة شرم الشيخ بمصر إلى جانب أكثر من عشرين زعيمًا عالميًا، أن “المنطقة تقف أمام فرصة تاريخية لتغيير مسارها نحو السلام الدائم”.

وتشير تحليلات مراقبين إلى أن صفقة التبادل الحالية قد تكون مقدمة لمرحلة جديدة من الترتيبات الإقليمية، في ظل التحولات التي فرضتها الحرب على خريطة التحالفات.

فبعد عامين من القتال الذي شمل تدخلات إيرانية ويمنية ولبنانية، يجد الطرفان نفسيهما أمام واقع إقليمي مختلف، تتداخل فيه الحسابات الأمنية بالاعتبارات السياسية والاقتصادية، وسط تزايد الضغوط الدولية لإنهاء النزاع.

ورغم أجواء التفاؤل الحذرة، لا تزال تساؤلات كبرى مطروحة حول مستقبل غزة بعد الحرب، ودور حماس في إدارة القطاع، وموقف إسرائيل من أي تسوية دائمة، في وقت يحذر فيه المراقبون من أن الطريق نحو “عودة الأمور إلى طبيعتها” التي تحدث عنها ترامب قد يكون أطول بكثير مما يتصوره الجميع.

https://anbaaexpress.ma/j8nap

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى