أفريقياسياسة
أخر الأخبار

السودان.. بين لعنة الماضي وصراع الحاضر: مأساة لا تنتهي

على مفترق الطريق بين العالم العربي وأفريقيا، يقف السودان شاهداً على مأساة تاريخية متكررة. منذ استقلاله عام 1956، لم يعرف هذا البلد الكبير، الذي تبلغ مساحته ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا، سوى الحرب والصراع.

فكما أشار ألان فراشون في مقاله بصحيفة «لوموند» بتاريخ 25 سبتمبر 2025، فإن السودان يبدو مسكونًا بنوع من “اللعنة الخلقية”، حيث أصبحت الحرب الداخلية والاضطرابات العرقية القاعدة، في حين تظل فترات السلام استثناءً نادراً.

اليوم، يعيش السودان الحرب الأهلية الرابعة، بينما يرزح جاره الصغير السودان الجنوبي تحت وطأة مأساة مشابهة.

السكان يدفعون الثمن الأكبر، عالقين بين أطراف متصارعة لا تعرف الرحمة، سواء كانوا أمراء حرب أو حركات مسلحة تدعي السلطة.

الأرقام مأساوية: أكثر من 150 ألف قتيل منذ اندلاع الصراع عام 2023، ومئات الآلاف من الجرحى، ونحو 12 مليون مهجر داخلي، يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة من مدارس ومستشفيات، بحسب تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التي أشار إليها فراشون.

ولا يقتصر العنف على القتال وحده، بل يشمل النهب، حرق المحاصيل، تدمير القرى، الاغتصاب والاختطاف، لا سيما في منطقة دارفور، قلب الصراع المستعر.

ورغم التحذيرات المتكررة من الأمم المتحدة ومنظمات مثل أطباء بلا حدود ومنظمة هانديكاب إنترناشونال، تبدو القوى الإقليمية والدولية عاجزة أو مترددة في التدخل، مما يجعل السودان والسودان الجنوبي أسيرين لدائرة العنف والفوضى المستمرة.

ومع ذلك، يظل هناك بصيص أمل: منظمات محلية ودولية تسعى لتقديم المساعدات، وحملات دولية تحاول رفع مستوى الوعي بما يحدث. لكن، كما أشار فراشون، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن الشعب السوداني سيظل ضحية هذه “اللعنة الخلقية”، مع استمرار الخسائر البشرية والمادية في التزايد.

المصدر: ألان فراشون، «لوموند»، 25 سبتمبر 2025، «Au Soudan, une sorte de malédiction congénitale est à l’œuvre et le pire est à craindre»

https://anbaaexpress.ma/qgwx7

محمد بدوي مصطفى

كاتب وباحث سوداني مقيم في ألمانيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى