ما حدث ويحدث هو نتيجة تراكمات أبت أن تغير منهج العقليات في التعامل مع التطورات المجتمعية والإقليمية والعالمية ككل.
لا أحد من الأحزاب السياسية يمكن لها أن تزايد على أي كان، لاسيما تلك التي خبرت التدبير الحكومي من الاستقلال إلى الآن.
فلو سادت ما يقال الحكامة المالية ثم التربوية والسياسية التدبيرية، بميثاق يشارك فيه الجميع منذ البداية، وبدون إقصاء لأي كان، لما وصلنا إلى تعقيدات مترامية الأبعاد في كل شيء تقريبا، حتى أضحى التعامل مع المشاكل يشكل هاجسا مركبا وبنيويا، من الصعب الخروج منه.
أعتقد أنه وفي ظل ما وقع، أتمنى من اهل العقل التجلي بنوع من جرأة الدفع بالتغيير الهادئ البعيد عن الخطابات السياسية التي تحاول جاهدة التقوقع وفق رؤية اسمها العودة للكراسي وكفى.
السفينة التي تبحر في محيط هائج من كل الجهات، تحتاج للتعاضد والنصح ونكران الذات وسيادة القانون وفق عدالة اجتماعية يحس فيها الجميع أن ينتمي لبلد نحبه جميعا.
أما الذي يدفع بلهيب النار للتوسع، سواء بالنفخ في مآسي نعلمها جميعا، نقول له، نقول لهم، البلاد ومهما كانت التحديات، البلاد تحتاج لعقلاء الضمير وكفى.
وهؤلاء للأسف غالبيتهم في الظل أو تراجعوا للوراء بعدما وضعت في طريقهم الأشواك.