صادقت السلطات الإسرائيلية على خطة لبناء 1300 وحدة استيطانية جديدة جنوب القدس المحتلة، في خطوة اعتُبرت الأوسع من نوعها منذ سنوات، وفق ما كشفت القناة الإسرائيلية 14 مساء الأربعاء.
وتأتي هذه المصادقة، بحسب مراقبين، في ظل تصاعد الحرب على قطاع غزة، ما يمنح تل أبيب هامشاً أكبر لفرض وقائع جديدة في الضفة الغربية بعيداً عن الأنظار الدولية.
ووفق القناة، فقد وافقت اللجنة الحكومية الخاصة بالتخطيط والبناء في كتلة “غوش عتصيون” بالإجماع على المشروع، الذي يشمل إضافة مدارس ومبانٍ عامة ومناطق تجارية، في حي “هاهار هروسي” جنوب مستوطنة ألون شفوت.
ويُتوقع أن يخدم المخطط الاستيطاني مستوطنات عدة في المنطقة، في ما وصفه المجلس الاستيطاني المحلي بأنه “أكبر مشروع بناء في تاريخ غوش عتصيون”.
الخطوة الإسرائيلية تأتي بعد أيام فقط من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي دعا فيها إلى “عدم القلق بشأن الضفة الغربية”، وهو ما فُهم في الأوساط السياسية الإسرائيلية كضوء أخضر غير مباشر لتسريع التوسع الاستيطاني.
صحيفة يديعوت أحرونوت أشارت إلى أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يقود حملة مكثفة لتوسيع المستوطنات ومصادرة الأراضي قبل انتخابات الكنيست المقبلة، بهدف تكريس واقع يمنع قيام دولة فلسطينية مستقبلية.
وتشير التقديرات إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو دفعت منذ توليها السلطة نهاية 2022 نحو بناء ما يقارب 48 ألف وحدة استيطانية في الضفة، بمعدل غير مسبوق يناهز 17 ألف وحدة سنوياً.
وتأتي هذه الخطط بالتوازي مع المصادقة على مشروع “إي 1” الاستيطاني قرب معاليه أدوميم، الذي يتضمن بناء 3400 وحدة جديدة، ويُعتبر من أخطر المشاريع التي تهدد بقطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة وجنوبها، ما يعني عملياً تقويض أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متصلة.
الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، وعلى رأسها “السلام الآن”، جدّدت التأكيد على أن هذه المشاريع تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، معتبرة أن الاستيطان يوجه “ضربة قاضية” لحل الدولتين ويعمق واقع الفصل الجغرافي والسياسي في الأراضي المحتلة.




