الطفل(ة) اليتيم
وأنا في عالم التدريس، في كثير من الأحيان، أنظر لفئات من التلاميذ، التلميذات، بل نظرت، على مدى قرابة ربع قرن، أجد، بل وجدت وأجد، اليتامى ممن فقدوا الأب أو الأم أو هما معا، أنظر لعيون هؤلاء، تصرفات هؤلاء، أكاد أتألم داخليا لحد الحزن الأليم.
أتساءل ونحن مع أطفال محرومين من عطف وحنان الأبوة والأمومة، يزداد الألم عندما أقارن بين واقع اليتيم وواقع الطفل الطفلة الهائمة بين طلاق شارد، لأقول، كان الله في عون فترة الطفولة الحزينة، كان الله في عون ملائكة الإنس، حان الوقت وزمن التفكير في هؤلاء، ولو تطلب الأمر جعلهم في صدارة الأولويات، خصوصا في هذه الفترة البنائية الفاصلة!
رغم عوارض الألم.. الحياة هكذا
في فضاءات الرأس الشاسعة، لا نشتكي همنا أبدا، لا نخلط بين الخاص والعام، لدينا ظروفنا الخاصة، ظروف قد تكون مؤلمة في بعض الأحيان، لكن بحكم قناعاتنا، نعتبرها قدر محتوم، في حياة مليئة بكل شيء، الأفراح، الأحزان، الألم، وزد على ذلك الكثير.
لكن في مقابل ذلك، نعتقد، وفي الاعتقاد نسبية مطلقة، نعتقد أن الأفكار التي نعبر بها في كتاباتنا والتي تنشر في جرائد ومجلات وطنية ودولية، منابر لها من الصيت والمصداقية ما يشهد به في الساحة الإعلامية النزيهة، نسبة مقبولة من نكران الذات.
فكتاباتنا التي تنبع من قناعاتنا تنظر لأمل جميل، أمل حب الخير للجميع، أمل مستقبل مشرق بعيد عن الأنانية المفرطة، أمل في العدالة الشاملة، أمل في صيانة متزنة لحقوق الإنسان، أمل في غد يجعل الكل متعفف من مد اليد للآخر مهما كان ذاك الآخر، فتلك هي كتاباتنا، تلك هي أمانينا الجميلة المحبة لكينونة وعي وعمق الخير لدى فئة من الإنسان.
عندما تسمو الإنسانية عن تفاهة الغدر
قال لي العقل الذي يمنطق قليلا، لا تجعل الثقة منطلقا في علاقاتك، فالحياة ليست صافية أبدا، فرد عليه الوجدان وعقل النية، بعبارة مختصرة تقول، إن الحياة مجموعة من الاحتمالات، قد تسقط في الخير أو الشر أو المعاناة أو الغدر أو الألم أو النفاق، وهكذا، لكن لا تيأس أبدا، فالكل في نهاية المطاف سيعود للوراء ويتلاشى مع الزمن، بحكم سنة الكون التي تفرض على الجميع تجديد الأجيال، فالحياة هكذا، مد وجزر.
