قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الخميس مناطق متفرقة في مدينتي غزة وخان يونس، مستخدمة الطائرات والمدفعية، رغم الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في مشهد يعكس هشاشة التفاهمات الميدانية واستمرار منطق الحرب المفتوحة ضد المدنيين.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن القصف استهدف الأحياء الغربية لمدينة غزة ومخيم الشاطئ الذي شهد خلال الأسابيع الأخيرة مجازر متكررة، فيما تركزت نيران المدفعية على أحياء الشجاعية والتفاح والدرج شرقي المدينة.
كما فجّرت قوات الاحتلال مدرعة مفخخة بين المنازل في حي الصبرة، في تصعيد ميداني جديد يتنافى مع التصريحات الإسرائيلية حول التهدئة.
وفي خان يونس، شنت الطائرات الحربية غارات مكثفة تزامنت مع قصف مدفعي، بينما رُصدت غارات وهمية وإلقاء مضادات حرارية فوق القطاع بأكمله.
من جهته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استشهاد ثمانية مدنيين من الجوع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، لترتفع حصيلة ضحايا العدوان منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى أكثر من 67 ألف شهيد ونحو 170 ألف مصاب، وفق بيانات وزارة الصحة.
وفي الوقت ذاته، واصل جيش الاحتلال تحذير السكان من العودة إلى مدينة غزة، مؤكداً أن المناطق الواقعة شمال وادي غزة “منطقة قتال خطرة”، في حين دعا المكتب الإعلامي الحكومي السكان إلى التزام الحذر وتجنب التحرك على شارعي الرشيد وصلاح الدين حتى إشعار آخر.
المراقبون يرون أن التصعيد الإسرائيلي، رغم إعلان التهدئة، يعكس رغبة تل أبيب في فرض معادلة جديدة ميدانية تحت غطاء تفاهمات سياسية هشة، في حين يدفع المدنيون الثمن الأكبر وسط استمرار الحصار والمجاعة وانعدام الأمان الإنساني في قطاع يوشك أن يُستنزف بالكامل.
