شهدت الجمعية العامة بمدينة سبتة المحتلة سجالاً سياسياً حاداً بعد أن اتهم حزب “Vox” اليميني المتطرف حزب الكرامة والمواطنة “MDyC” المحلي بالعمل لصالح المغرب، على خلفية مقترح تقدمت به زعيمته فاطمة حامد يهدف إلى تخفيف القيود على حركة المسافرين والسماح بمرور مزيد من المنتجات عبر معبر “تراخال” الحدودي.
المقترح، الذي وصفته حامد بأنه محاولة لإنهاء “جدار تعسفي” يضر بحقوق سكان المدينة ولا يتماشى مع القوانين الأوروبية، أثار حفيظة “Vox”، إذ اعتبره بمثابة “خدمة مجانية” للمصالح الاقتصادية المغربية.
زعيم الحزب في سبتة، خوان سيرجيو ريدوندو، صعّد لهجته وهاجم المنتجات المغربية واصفاً إياها بـ”القاذورات”، متهماً حامد بدعم ما سماه “استراتيجية الرباط لخنق تجارة سبتة”.
لكن ردّ حامد جاء لاذعاً، حيث شبهت خصمها بـ”ديمقراطي على نهج موسوليني”، مؤكدة أن سبتة، مثل باقي مناطق إسبانيا، طالما استفادت من المنتجات الفلاحية المغربية.
كما أشارت إلى أن القيود المفروضة على سكان المدينة، مثل مصادرة المشتريات العائلية إذا تجاوزت 10 كيلوغرامات، تخلق وضعاً غير عادل مقارنة بالمسافرين الإسبان العائدين من المغرب عبر موانئ أخرى دون قيود مماثلة.
المقترح لم يحظَ بدعم كافٍ داخل البرلمان المحلي، حيث أيده فقط “MDyC” وحزب “Ceuta Ya!” إضافة إلى صوت مستقل، بينما امتنع الحزب الاشتراكي (PSOE) عن التصويت، وأسقط الحزب الشعبي (PP) مقترحه البديل المتعلق بتطبيق “المعاملة بالمثل” في القوانين الأوروبية.
المفارقة أن هذا الجدل لا ينفصل عن أبعاد أوسع؛ فـ”Vox” يسعى إلى تكريس خطاب معادٍ للمغرب وتوظيف قضية المعابر الحدودية كرمز لـ”السيادة المهددة”، في حين تحاول أطراف محلية أخرى التركيز على التحديات اليومية لسكان سبتة الذين يجدون أنفسهم بين قيود أوروبية صارمة وواقع جغرافي واقتصادي يربطهم بالمغرب أكثر من أي وقت مضى.