الضفدع و الأمير

كان أمير يعيش مع أسرته في قصر مهيب فوق هضبة تطل على وادي تحيط به أشجار وارفة، و على جنباته ورود بألوان زاهية، و كان القصر محاطا بحديقة خلابة، فيها من الطيور النادرة الكثير، و أنواع كثيرة من الحيوانات الأليفة النادرة أيضا، ذات يوم خرجت بنته صفاء للحديقة للتنزه مصحوبة بكلبها المدلل..

و فجأة أثار انتباهها ضفدع بلون جذاب ما بين الأخضر و الأصفر يتنقل بين الورود القريبة منها، فحملته بسرعة فرحة بصيدها الثمين، أدخلته غرفتها و جلبت له مسكنا صغيرا يليق بحجمه، و أصبحت تعتني به، و هيأت له مسبحا صغيرا و عشب يحيط به.

و مع مرور الشهور اعتادت أسرة الأمير عليه، فأصبح جزءا من حياتهم اليومية، أما صفاء فلا يطيب لها نوم حتى تجلس معه متحدثة معه، و كأنه اعتاد على سماع صوتها فيطرب لذلك بحركات توحي بذلك، بينما كان الأمير نائما في غرفته بعد وجبة غداء دسمة و أثناء قيلولته، دخل عليه الضفدع و ارتمى على وجهه، مما أفزع الأمير و صرخ صرخة جعلت أفراد الأسرة يهرعون نحو غرفته..

و بعد أيام أصيب الأمير بحساسية في وجهه، فلما زاره الطبيب في قصره فطلب منه أن يحكي له ما وقع؟ فأخبره بحادثة الضفدع، فاستدعى زميلا بيطريا لإجراء فحوصات على الضفدع، فأخبرهم بأن مادة تكونت في جسمه أصبحت خطرا على كل من يلمسه، و نصحهم بإبعاده فورا، لكن صفاء رفضت و صرخت في وجه الجميع: مستحيل إبعاد صديقي، و إن فعلتم سأغادر القصر، و تمضي الأيام و الأمير يتحايل على صفاء بأن أحضر لها طيورا لغرفتها لعلها تنسيها ضفدعها المفضل..

و في غفلة منها أراد الأمير أن ينتقم لنفسه من الضفدع، أمر الطباخ بطهيه في إناء و أن يطعم لحمه للدجاج، و المفاجأة أن الدجاج لم يقترب و تركه أجزاء مرمية في جانب من الحديقة، و كان القرار أن يضع البستاني على جسده الماء القاطع لينمحي أثره و يرتاح الجميع من أذاه.