دوليسياسة
أخر الأخبار

خطاب ترامب أمام الأمم المتحدة.. هجوم على التعددية ورسائل أحادية إلى العالم

تحول خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي امتد لأكثر من خمسين دقيقة، إلى هجوم مباشر على المنظمة الدولية نفسها، متجاوزاً الوقت المخصص للزعماء، وطارحاً رؤية تقوم على التشكيك في التعددية ومهاجمة القواعد التي أرستها الدبلوماسية الدولية منذ عقود.

ترامب وصف التغير المناخي بأنه “أكبر خدعة في التاريخ”، معتبراً أن السياسات البيئية تهدد اقتصادات الدول الغربية، وداعياً إلى “الانسحاب من الاستراتيجية الخضراء” باعتبارها وصفة للفشل.

أما ملف الهجرة، فحذّر من أن التساهل مع المهاجرين يمثل “غزواً منظماً” يهدد هوية الدول، موجهاً انتقادات لاذعة للقيادات الأوروبية، ومشيراً إلى أنّ المسيحية باتت “أكثر الديانات اضطهاداً في العالم”.

في المقابل، تناول القضية الفلسطينية من زاوية مختلفة، معتبراً أن الاعتراف الدولي المتزايد بدولة فلسطين بمثابة “مكافأة لحركة حماس”، مطالباً بإنهاء احتجاز الرهائن ووقف ما وصفه بـ”العنف المسلح”، وهي النقطة التي لاقت تفاعلاً وتصفيقاً في القاعة على عكس برود الاستقبال لبقية خطابه.

الرسالة المركزية لترامب لم تكن حول التعاون الدولي، بل حول عجز الأمم المتحدة في معالجة النزاعات، مؤكداً أنه تفاوض منفرداً لإنهاء سبعة صراعات عبر العالم، من آسيا إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، في إشارة إلى تفوقه الشخصي مقابل عجز المنظومة الدولية.

خطاب ترامب وفق محللين، يعكس توجها صداميا يعيد إنتاج مقولة “أميركا أولاً”، حيث تراجع مفاهيم الإجماع العلمي (التغير المناخي) والالتزام بالمواثيق الإنسانية (الهجرة وحق اللجوء)، مقابل تكريس نزعة أحادية تعطي الأولوية للمصالح الأميركية حتى ولو على حساب المؤسسات متعددة الأطراف.

في العمق، لم يكن الخطاب دعوة للتعاون، بل إعلاناً عن مأزق التعددية الدولية في مواجهة الشعبوية السياسية، ما يضع الأمم المتحدة أمام تحدٍ جديد يتمثل في الحفاظ على شرعيتها كمنصة جامعة وسط تصاعد النزعات الانعزالية.

https://anbaaexpress.ma/4jntr

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى