أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، أن الشراكة مع الولايات المتحدة تبقى “ضرورة استراتيجية لضمان أمن الجميع”، وذلك خلال اجتماع وزراء خارجية دول المجلس مع نظيرهم الأميركي ماركو روبيو على هامش الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وجاء التصريح في وقت تتصاعد فيه الشكوك الخليجية حول التزام واشنطن بأمن المنطقة، خصوصا بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة في 9 سبتمبر، الذي أثار غضبا خليجيا وتضامنا مع قطر، وسط اتهامات للأميركيين بالتغاضي عن الغارة.
البديوي شدد على أن أي اعتداء على دولة خليجية يمثل اعتداءً على جميع أعضاء المجلس، مجدداً التنديد بالعدوان الإسرائيلي على الدوحة، ومؤكداً أن التعاون مع واشنطن يقوم على أسس تاريخية وتجارية ضخمة، إذ تجاوز حجم التبادل التجاري 120 مليار دولار عام 2024، مع استثمارات خليجية هائلة داخل الاقتصاد الأميركي.
لكن في مقابل هذه الشراكة، يظل القلق ماثلا من مواقف واشنطن المتذبذبة، خاصة في الملفات الإقليمية المعقدة مثل إيران وغزة.
فالخليجيون رغم اعتمادهم الطويل على المظلة الأمنية الأميركية، بدأوا يفتحون قنوات أوسع مع قوى دولية كالصين وروسيا والهند، سعياً لتنويع الشركاء وتخفيف الارتهان لواشنطن.
ومع ذلك، تظل الولايات المتحدة الطرف الأكثر تأثيراً في المعادلة الأمنية، وهو ما يجعل العلاقة أقرب إلى “زواج مصلحة” قائم على الضرورة لا على الثقة الكاملة.
وحسب محللين يظهر المشهد أن الخليج عالق بين خيارين الأول، استمرار التعويل على الدعم الأميركي رغم التراجع في اليقين والثقة؛ والثاني، بناء شبكة تحالفات بديلة قد تمنحه استقلالية أكبر ولكنها تفتقر بعد إلى الصلابة الأمنية نفسها.
في ظل حرب غزة وما تخلّفه من مأساة إنسانية غير مسبوقة، يصبح الموقف الخليجي محكوماً بمعادلة حساسة بين الحاجة إلى حماية عاجلة والتطلع إلى استقلال استراتيجي أوسع.