دعت الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، الجمعة، إلى هدنة إنسانية لثلاثة أشهر في السودان، تمهيداً لوقف دائم لإطلاق النار وعملية انتقالية يقودها المدنيون خلال تسعة أشهر، وذلك في ظل استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع وما خلّفته من مجاعة وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
البيان المشترك شدّد على استحالة الحسم العسكري، داعياً إلى خريطة طريق تنهي الصراع وتحافظ على وحدة السودان، فيما تواجه قوات الدعم السريع اتهامات بإقامة حكومة موازية في دارفور وفرض حصار مدمر على مدينة الفاشر.
وفي خطوة موازية، أعلنت واشنطن فرض عقوبات على وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، المحسوب على التيار الإسلامي، وعلى كتيبة “البراء بن مالك” الموالية للجيش، متهمة الطرفين بعرقلة مسار السلام وتعزيز صلات مع إيران.
تكشف الدعوة المشتركة عن محاولة إعادة تشكيل ميزان الضغوط الدولية على طرفي الصراع، مع إدخال ملف الإسلاميين والإيرانيين كعامل ضاغط على الجيش، في وقت تواجه فيه الإمارات ومصر والسعودية اتهامات متباينة بدعم أطراف متصارعة.
لكن يبقى التحدي الأكبر في غياب الإرادة السياسية للطرفين المتحاربين، خاصة مع رفض قوات الدعم السريع لهدن سابقة، ما يجعل نجاح هذه المبادرة مرهوناً بقدرة القوى الدولية على توحيد أدواتها للضغط.




