شهدت مدينة سبتة المحتلة، خلال الأسبوع المنصرم ، تدفقاً غير مسبوق لمحاولات الهجرة غير النظامية، بعدما حاول نحو 100 مهاجر دخول المدينة سباحة يوم السبت 21 شتنبر انطلاقاً من السواحل المغربية، في حصيلة وصفتها الصحافة الإسبانية بأنها الأعلى في يوم واحد.
وأفادت مصادر إسبانية أن محاولات العبور لم تعد مرتبطة بمواسم معينة كما في السابق، بل أصبحت شبه يومية، ما فاقم الضغط على الحرس المدني الإسباني ووحداته البحرية التي تواجه صعوبات في أداء مهامها بسبب محدودية الموارد.
هذا الوضع انعكس على مركز الإيواء المؤقت للمهاجرين (CETI) بسبتة، الذي يستقبل أكثر من 1100 شخص في ظروف صعبة، ما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني داخل المدينة.
في المقابل، تعالت أصوات سياسية وإعلامية في إسبانيا تطالب وزارة الداخلية بتوفير دعم لوجستي وبشري إضافي للحرس المدني، محذرة من أن الحدود الجنوبية تحولت إلى بؤرة ساخنة لملف الهجرة غير النظامية نحو أوروبا.
تكشف هذه الموجة الجديدة أن الهجرة نحو سبتة لم تعد مرتبطة بالفرص الموسمية أو الظروف الطارئة، بل أصبحت مساراً دائماً يعكس عمق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في بلدان المنشأ.
في الوقت نفسه، يضع هذا الضغط المتواصل مدريد أمام معادلة صعبة بين ضرورة تعزيز المراقبة الحدودية والتزاماتها الإنسانية، فيما يظل المغرب شريكاً أساسياً في إدارة هذه الأزمة.
ومن شأن استمرار هذه الظاهرة أن يحول الحدود الجنوبية لإسبانيا إلى ملف سياسي وأمني ضاغط داخل الاتحاد الأوروبي، خصوصاً مع تنامي الأصوات المطالبة بخطة أوروبية موحدة تعالج جذور الظاهرة بدل الاكتفاء بالحلول الأمنية.