لقي 17 شخصاً مصرعهم وأصيب 23 آخرون، بينهم سياح أجانب وطفل، في حادث مأساوي وقع الأربعاء بعد انحراف “مصعد غلوريا” الشهير في العاصمة البرتغالية لشبونة، أحد أبرز رموزها السياحية والتاريخية.
الحادث وقع عندما فقد القطار المائل، الذي يربط ساحة “ريستاورادوريس” بحي “باريو ألتو” ومطل “سان بيدرو دي ألكانتارا”، السيطرة عند منعطف واصطدم بأحد المباني، في ما وصف بأنه أسوأ كارثة تشهدها المدينة في السنوات الأخيرة.
وأفادت التحقيقات الأولية أن عطلاً في أحد الكابلات قد يكون السبب في الانحراف، فيما أكد شهود عيان أن المركبة كانت تهبط بسرعة غير اعتيادية.
أربعة عشر من الضحايا لقوا حتفهم داخل القطار، فيما دهس المصعد شخصاً آخر كان على الرصيف.
وقد أصيب باقي الضحايا بجروح متفاوتة الخطورة، بينما تحولت المنطقة إلى مشهد صدمة وحزن عمّ البلاد بأكملها.
“مصعد غلوريا”، الذي افتتح عام 1885 ويُعد معلماً وطنياً منذ أكثر من قرن، ظل على مدى عقود أحد المقاصد السياحية الأكثر جذباً في لشبونة، إلى جانب مصعدي “بيكا” و”لافرا”.
وعلى إثر الكارثة، أمر عمدة المدينة، كارلوس مويداس، بتعليق عمل المصعدين الآخرين فوراً لإخضاعهما لفحص أمني شامل.
شركة “كاريس”، المشغلة للنقل الحضري، أوضحت أن جميع إجراءات الصيانة والفحوصات الدورية كانت مستوفاة، مشيرة إلى أن آخر مراجعة شاملة أُجريت عام 2022 مع أعمال إصلاح لاحقة في 2024.
غير أن النيابة العامة والهيئات الفنية فتحت تحقيقاً معمقاً للكشف عن الأسباب الدقيقة وراء الانحراف المميت.
وقد أثار الحادث صدمة عميقة داخل البرتغال وخارجها، ليس فقط لحصيلته الثقيلة من الأرواح، بل أيضاً لارتباطه بأحد أبرز رموز العاصمة، ما يثير تساؤلات حول معايير السلامة في هذه المعالم التاريخية التي تشكل واجهة أساسية للمدينة أمام ملايين الزوار سنوياً.