تأتي هذه المادة كجزء ثانٍ وتتمة للتقرير الأول الذي نشرته أنباء إكسبريس تحت عنوان: “لوموند الفرنسية.. بين أجندات استخباراتية ومهمة التشويش على استقرار المغرب“.
هذا التقرير الاستقصائي الحصري يكشف أن سلسلة المقالات الأخيرة ضد الملك محمد السادس ليست صدفة، بل جزء من حملة موجهة لإعادة تشكيل صورة المغرب لدى الرأي العام الدولي، ضمن خط تحريري يهيمن عليه التوجه الاستخباراتي ويدعمه تأثير مباشر للمخابرات الجزائرية في إطار إعادة توجيه الرأي العام وتصفيه الحسابات السياسية القديمة.
في سلسلة مقالاتها الأخيرة تحت عنوان «Mohammed VI, le makhzen et l’art des secrets de palais»، ركّزت لوموند على ما اعتبرته “توترات داخل السلطة”، مستندة إلى غياب مدير المديرية العامة للدراسات والمستندات، السيد محمد ياسين المنصوري، عن مراسم السلام على الملك بعد صلاة عيد الأضحى في 7 يونيو بمدينة تطوان، ما أكد سقوط لوموند بالدليل في خلط الأوراق وتلفيق الأكاذيب.
أبرز الهفوات المكشوفة التي سقطت فيها لوموند الفرنسية:
1. تضليل بشأن الغياب: ألمحت الجريدة إلى “غضبة ملكية” أو صراعات خفية داخل البلاط، متجاهلة الحقيقة الرسمية: محمد ياسين المنصوري كان في المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج وقتها، وهي معلومة كان بإمكان الصحفيين التحقق منها بسهولة، ما يجعل كل التكهنات حول “توترات خفية” غير صحيحة.
2. غياب التحقق الصحافي المهني: الاعتماد على عبارات مثل “يفترض أحد المعتادين على القصر” دون كشف هوية المصادر أو تقديم دليل، يمثل خروجًا صارخًا عن أبسط قواعد الصحافة الاستقصائية والمهنية.
3. سردية استشراقية وتحريضية: صممت المقالات لإظهار المغرب كميدان للصراعات الخفية بين المسؤولين، متجاهلة الإنجازات الكبرى للمملكة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية.
4. مصادر مجهولة وغير موثوقة: كثير من المواد اعتمدت على أقوال غير محددة، بدون تقديم أي دليل، ما يضعف مصداقية الجريدة ويكشف نية واضحة في إثارة الشكوك وتصوير المغرب بشكل سلبي.
5. التركيز على الإثارة بدل الموضوعية: إشارات إلى صراعات محتملة بين أجهزة المخابرات الوطنية كانت مجرد ذرّ الرماد في العيون، لتسويق فكرة وجود صراع بين DGST وDGED، في حين أن الهدف الحقيقي هو خلق زوبعة إعلامية وسياسية لا أساس لها من الصحة.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر أنباء إكسبريس أكثر من مرة، بأن خط تحرير لوموند يهيمن عليه توجه استخباراتي واضح، مع دعم جزائري، يهدف إلى:
– إعادة توجيه الرأي العام الدولي لتشكيل صورة سلبية عن المغرب.
– تصفيه حسابات سياسية قديمة من خلال التأثير على سرديات القصر والملكية.
– تشويش الاستقرار الداخلي عبر إثارة الإشاعات والصراعات غير الواقعية بين المسؤولين.
– اختيار عناوين مثيرة مثل “أجواء نهاية عهد محمد السادس” وعناوين أخرى، لا يندرج ضمن النقد الصحفي التقليدي، بل يمثل حملة إعلامية استخباراتية ممنهجة تهدف إلى تقويض الثقة في مؤسسة الملكية المغربية.
جدير بالذكر، الهفوات التي سقطت فيها لوموند، من تضليل بشأن غياب المنصوري أثناء أداء فريضة الحج إلى سرديات مسبقة، مصادر مجهولة، وإثارة الشكوك بدل الحقائق، تكشف أن هذه المقالات ليست مجرد نقد صحافي، بل جزء من حملة إعلامية استخباراتية تهدف إلى زعزعة استقرار المغرب داخليًا وتشويه صورته الدولية.
لكن الحقيقة الراسخة تبقى: بأن المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس رسّخ مكانته كدولة صاعدة تتميز بالرزانة والهدوء، وأن هذه الحملات الإعلامية المأجورة كانت سببًا في كشف المستور، موضحة أن الحرب القائمة هي حرب إعلامية نفسية تعتمد على إعادة تشكيل الرأي العام وخلق زوبعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما يجب الإشارة إلى جانب المعلومات الكاذبة والأقاويل التي تدعيها صحيفة لوموند وحسابات مرتبطة بالجهات المعادية، حيث يبرز تأثير النظام الجزائري بشكل واضح في دعم هذا الخط التحريري، مع محاولة تسويق فكرة وجود صراع بين الأجهزة الاستخباراتية المغربية، وهو أمر لا أساس له من الصحة.
يتبع..