الشرق الأوسطحديث الساعةسياسة
أخر الأخبار

قطر ليست حليفة لأمريكا.. بل قاعدة خاضعة وواشنطن قادرة على مسحها من الوجود

شهدت الدوحة الثلاثاء الماضي حدثاً غير مسبوق: ضربة إسرائيلية مباشرة استهدفت وفداً تفاوضياً من حركة حماس داخل العاصمة القطرية، في سابقة خطيرة قلبت كل التوازنات

“أمريكا ليس لديها حلفاء.. بل لديها أدوات، وقطر ليست سوى دولة خاضعة تعلم جيداً أن واشنطن قادرة على مسحها من الوجود” – سكوت ريتر، مفتش الأسلحة السابق لدى الأمم المتحدة وضابط استخبارات أمريكي سابق.

في تصريح مدوٍّ هزّ الأوساط السياسية والإعلامية، خرج سكوت ريتر ليضع النقاط على الحروف، مؤكدًا أن حقيقة العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها المزعومين في المنطقة لا علاقة لها بالصداقة أو التحالف، بل بالمصالح والأدوات العسكرية والسياسية.

كما شدّد ريتر على أن أمريكا لا تعرف الصداقة، بل المصالح فقط، مشيراً إلى أن كل الدول العربية التي تحتضن قواعد أمريكية ليست سوى توابع بلا سيادة، تتحرك وفق ما تمليه واشنطن، وإلا فمصيرها التصفية والإزاحة.

وتجدر الإشارة إلى أن ريتر خدم كضابط استخبارات في سلاح مشاة البحرية الأمريكية وشارك في عملية عاصفة الصحراء عام 1991، ما يمنحه مصداقية قوية في تقييم هذه العلاقات.

أمريكا وقطر.. علاقة تبعية لا تحالف

تأتي هذه التصريحات في وقت حساس للغاية، بعدما شهدت الدوحة الثلاثاء الماضي حدثاً غير مسبوق: ضربة إسرائيلية مباشرة استهدفت وفداً تفاوضياً من حركة حماس داخل العاصمة القطرية، في سابقة خطيرة قلبت كل التوازنات.

الهجوم أسفر عن استشهاد ستة أشخاص بينهم نجل خليل الحية ومدير مكتبه وثلاثة من مرافقيه، إضافة إلى عنصر من قوات “لخويا” القطرية، وشكّل صفعة سياسية وأمنية لقطر وأحرج قيادتها أمام الرأي العام العربي والدولي.

الجنازة التي أقيمت الخميس بمسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب، بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أكدت أن الدوحة باتت ساحة لتصفية الحسابات الإسرائيلية ـ الأمريكية على حساب السيادة العربية.

الهيمنة الأمريكية والامتحان العربي في قمة الدوحة

تستعد قطر، وفق مصادر إعلامية، لاحتضان قمة عربية ـ إسلامية طارئة خلال الأيام المقبلة. غير أن السياق الحالي يجعل من هذه القمة اختباراً حقيقياً: هل ستتحول إلى مجرد واجهة شكلية لتصريف الغضب الشعبي؟ أم ستكون بالفعل رداً جماعياً يردع إسرائيل ويواجه التغوّل الأمريكي؟

الواقع يشير إلى أن أمريكا وإسرائيل لن تفوّتا هذه المناسبة دون استغلالها. فكل قمة تُعقد في بلد خاضع عسكرياً وسياسياً لواشنطن تصبح ورقة ضغط إضافية على الدول العربية نفسها.

وعوض أن تتحول إلى منصة وحدة، قد تنقلب إلى فضيحة سياسية تكشف حجم التبعية والعجز.

ختامًا.. قطر، التي يحاول إعلامها الترويج لدور الوساطة والدبلوماسية، وجدت نفسها فجأة مكشوفة أمام الحقيقة المرة: ليست سوى قاعدة أمريكية بغطاء دولة.

والقمة العربية الإسلامية المرتقبة في الدوحة قد تكون أول امتحان علني لهذه الحقيقة.

فإما أن تتحول إلى محطة تاريخية لإعادة بناء الموقف العربي على أسس السيادة، أو أن تُسجَّل كفضيحة جديدة تضاف إلى سجل الخضوع والتبعية.

شاهد تصريحات سكوت ريتر خلال مقابلته الإعلامية
https://anbaaexpress.ma/9i1uo

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي خبير في الشأن المغاربي و الإفريقي، مدير عام أنباء إكسبريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى