أطلق الجيش الإسباني عملية “سينيرجيا 25” بانتشار واسع للقوات البرية والجوية والبحرية في مناطق حساسة تشمل مضيق جبل طارق، البحر المتوسط، جزر الكناري، سبتة ومليلية (المحتلتين) والجزر الخاضعة للسيادة الإسبانية.
ووفق هيئة الأركان الإسبانية، يهدف هذا التحرك إلى تعزيز الردع والحفاظ على السيادة الوطنية، مع رفع وتيرة المراقبة والجاهزية تحسبًا لأي أزمة محتملة.
وشهدت العملية نشر وحدات من الفرقة الأولى من الفيلق الإسباني في جزر الشفارين، إضافة إلى تعزيزات من الفوج الثامن للهندسة، إلى جانب دوريات بحرية عبر سفن حربية أبرزها البام “فورور” والفرقاطة “ريّنا صوفيا”، فضلاً عن طلعات جوية لطائرات استطلاع عسكرية.
كما عززت المدفعية الإسبانية مواقعها في محيط جبل طارق لتوسيع قدرات المراقبة والسيطرة.
تأتي هذه المناورة في سياق إقليمي متوتر، حيث ينظر إليها كرسالة ردع موجهة إلى المغرب الذي يواصل تعزيز قواته البحرية والجوية في السنوات الأخيرة.
وفي المقابل، تسعى مدريد لإثبات تفوقها العسكري وإبراز حضورها في مناطق تعتبرها خطوطًا حمراء للأمن القومي.
اللافت أن العملية تزامنت مع رصد تحركات روسية في المتوسط، ما يمنحها بعدًا مزدوجا مواجهة النفوذ الخارجي، والتصدي لسيناريوهات قد تستغل فيها الرباط أي ثغرة في توازن القوى.
بذلك، تؤكد إسبانيا وفق مراقبون عبر “سينيرجيا 25” أنها مستعدة لخوض سياسة ردع استباقي للحفاظ على موقعها الجيوسياسي في البحر المتوسط وشمال إفريقيا.