أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، من دمشق، أن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع سيشارك الشهر المقبل في قمة روسية عربية بموسكو، في خطوة تعكس تحولا استراتيجيًا في العلاقات بين البلدين بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وأكد نوفاك، الذي يقود وفداً رفيع المستوى، أن موسكو ترى في الزيارة المقبلة تعزيزاً للتعاون الثنائي، مشيراً إلى قدرة روسيا على لعب دور محوري في استقرار سوريا بفضل شبكة علاقاتها مع إسرائيل ومختلف مكونات المجتمع السوري.
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني تحدث عن ضرورة “إعادة التوازن” في العلاقة مع روسيا، مؤكداً أن أي وجود أجنبي يجب أن يقتصر على دعم السوريين في بناء مستقبلهم، في تلميح إلى تجاوز مرحلة الارتباط الوثيق بمصير النظام السابق.
وتضع إعادة الإعمار في صلب النقاش، إذ تبحث موسكو مع شركائها، خصوصاً قطر، دعم قطاع الطاقة وتقديم مساعدات إنسانية، في وقت تسعى فيه روسيا لضمان مصالحها الاقتصادية والعسكرية، بما في ذلك مستقبل قواعدها في طرطوس وحميميم.
الزيارة وفق مراقبون تعكس انتقال موسكو من دعم “شخص” إلى دعم “الدولة”، في محاولة للحفاظ على نفوذها وسط التحولات السياسية.
بالنسبة لسوريا، فهي فرصة لإعادة صياغة شراكتها مع روسيا من موقع مختلف، يوازن بين الاستفادة من الاستثمارات والدعم الدولي، وبين تأكيد السيادة الوطنية.
غير أن السؤال يبقى، هل تنجح موسكو في لعب دور الوسيط الضامن لاستقرار سوريا، أم ستظل رهينة مصالحها العسكرية والاقتصادية في بلد أنهكته الحرب؟



