أصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً أكدت فيه رفضها للهتافات المسيئة لمصر التي رددها بعض الأفراد خلال وقفة تضامنية مع فلسطين في دمشق، مشددة على أن هذه التصرفات لا تعكس موقف الشعب السوري ولا تمثل سوى أصحابها.
وأكد البيان حرص الحكومة السورية الجديدة على تعزيز علاقاتها مع القاهرة ورفض أي محاولات للإساءة إليها، في إشارة واضحة إلى رغبة دمشق في تجنب خلاف دبلوماسي مع مصر في ظل التوترات الإقليمية الراهنة.
التحرك السوري السريع جاء بعد تداول مقطع فيديو أثار غضباً في الأوساط السياسية والإعلامية المصرية، ترافق مع دعوات لمراجعة العلاقات الثنائية.
مصادر إعلامية مطلعة في دمشق أوضحت أن البيان صدر بتوجيه مباشر من القيادة الجديدة، التي تعتبر العلاقة مع القاهرة أولوية استراتيجية ضمن مسار إعادة الاندماج العربي بعد سقوط نظام الأسد.
هذا الموقف يعكس رغبة دمشق في تقديم نفسها كطرف مسؤول يسعى لإعادة بناء الثقة مع العواصم العربية، خصوصاً القاهرة التي لعبت دوراً محورياً في احتضان مئات آلاف السوريين خلال سنوات الحرب..
كما يرتبط الموقف باعتبارات أمنية حساسة، بعدما ألقت السلطات السورية مؤخراً القبض على المتشدد المصري حمد منصور الذي هدد الحكومة المصرية عبر مقاطع مصورة.
تحليل المشهد وفق مراقبون، يكشف أن دمشق الجديدة تراهن على خطاب دبلوماسي متزن يوازن بين السيادة والانفتاح، بهدف منع أي توترات قد تستغل لإبطاء مسار عودتها إلى الحضن العربي.
وبينما لا تزال بعض الأطراف المصرية متحفظة تجاه الحكومة السورية الحالية، يبدو أن رسالة دمشق وصلت.. لا مواجهة مع القاهرة، بل رغبة في شراكة قائمة على الاحترام المتبادل وتغليب المصالح المشتركة.
