استقبل الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، بتعليمات من الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، اللواء موسى سالاو بارمو، رئيس أركان الجيش في النيجر، الذي يقوم بزيارة عمل إلى المغرب بين 21 و27 شتنبر الجاري على رأس وفد عسكري رفيع المستوى.
ووفق بلاغ القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، جرت المباحثات بمقر القيادة في أجواء ودية عكست متانة العلاقات الثنائية، بحضور كبار الضباط من الجانبين والملحق العسكري لنيجر بالرباط.
وقد أشاد الطرفان بالمستوى المتميز للتعاون القائم بين الجيشين، المرتكز على روابط أخوية وثقة متبادلة، ويشمل مجالات التكوين، التأهيل العملياتي، الصحة العسكرية وتبادل الخبرات.
وتأتي هذه الزيارة في سياق إقليمي حساس يطبع منطقة الساحل والصحراء، حيث تواجه دول المنطقة تحديات أمنية متفاقمة بفعل تمدد الجماعات المتطرفة وتنامي شبكات التهريب والهجرة غير النظامية.
من هذا المنظور، يكتسي التعاون المغربي–النيجري بعداً استراتيجياً يتجاوز الطابع الثنائي، إذ يعكس سعي الرباط إلى تعزيز شراكاتها العسكرية والأمنية مع بلدان الساحل، بما يكرس دورها كفاعل إقليمي ووسيط للتوازن والاستقرار.
هذا الانفتاح المغربي على نيامي يحمل أيضاً رسائل متعددة الاتجاهات: أولاً، دعم المؤسسات العسكرية النظامية في إفريقيا في مواجهة الانقلابات وعدم الاستقرار، وثانياً ترسيخ الحضور المغربي في معادلات الأمن الإقليمي، لاسيما في ظل تنافس قوى إقليمية ودولية على النفوذ في الساحل، بين باريس وموسكو وأنقرة.
بهذا، تتحول الزيارة من مجرد نشاط بروتوكولي إلى مؤشر على دينامية جديدة في التعاون العسكري الإفريقي الإفريقي، حيث يجد المغرب نفسه في قلب معادلة الأمن بالساحل، باعتباره شريكاً موثوقاً قادراً على الموازنة بين متطلبات الاستقرار وحاجيات التنمية.