في خطاب حاد أمام الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وجّه رئيس وزراء مالي العقيد عبد الله مايغا انتقادات لاذعة للجزائر، متهماً إياها بـ”تجاوز حدود الدبلوماسية” والتدخل في الشؤون الداخلية لبلاده.
واتهم مايغا الجزائر بدعم “الإرهاب الدولي” بعد إسقاطها طائرة مسيّرة للقوات المالية، كما وصف وزير الخارجية الجزائري ومندوبه الدائم في الأمم المتحدة بممارسة “البلطجة الدبلوماسية”، متجاهلين – حسب قوله – التاريخ المشترك ومساهمة مالي في حرب التحرير الجزائرية.
مايغا شدد بلهجة تصعيدية: “لن نقف مكتوفي الأيدي، على كل رصاصة سنرد بالمثل، وعلى كل كلمة سيئة سنرد بالمثل”، مطالباً الجزائر بالتوقف عن دعم الإرهاب الدولي والالتزام الجاد بالسلام.
كما رفض تصريحات جزائرية سابقة بشأن “ضرورة إيجاد حل سياسي في مالي”، معتبراً أن “لا أحد يحب مالي أكثر من الماليين”، ومندداً بما وصفه “اتهامات خطيرة” تتعلق بهجمات طائرات مسيّرة ضد مدنيين.
تحليل الموقف يكشف أن التصعيد العلني بين باماكو والجزائر يعكس أزمة ثقة متفاقمة بين البلدين الجارين، حيث ترى مالي أن الجزائر تتعامل معها كـ”مقاطعة” وليست دولة ذات سيادة، فيما تسعى الجزائر للحفاظ على دورها التقليدي كوسيط في أزمات الساحل.
هذا الشرخ يهدد بتقويض أي جهود إقليمية لمكافحة الإرهاب في المنطقة، ويفتح الباب أمام مزيد من الاستقطاب بين العواصم الإفريقية والقوى الدولية المنخرطة في الملف.
تعليق واحد