أفاد مصدر مطّلع لـ”أنباء إكسبريس” – فضّل عدم كشف هويته – بأن الجنرال الجزائري عبد القادر حداد، المعروف بلقبه “ناصر الجن”، فرّ إلى خارج البلاد مباشرة بعد إقالته من منصب المدير العام للأمن الداخلي (DGSI) وتعيين الجنرال عبد القادر آيت عرابي، الشهير بـ”الجنرال حسان“، خلفًا له.
وحسب المصدر ذاته، تغيّب ناصر الجن يوم أمس الأربعاء عن موعد التوقيع الدوري المفروض عليه في إطار إجراءات الرقابة القضائية، ما أكد شبهة هروبه، خصوصًا بعد إيداع ذراعه الأيمن، العقيد سليم بلعزوق الملقّب بـ”البولدوغ“، رهن الحبس خلال الأسبوع الماضي.
ويرجّح أن تكون إسبانيا وجهة الجنرال الفار، بالنظر إلى امتلاكه منزلًا خاصًا هناك، في وقت يشهد فيه الجهاز الأمني الجزائري حالة ارتباك داخلي غير مسبوقة.
خلفية مثيرة للجدل
يُذكر أن ناصر الجن – الذي ارتبط اسمه بعمليات دامية خلال العشرية السوداء (1992–2002) أعيد إلى الواجهة عام 2021 بعد عودته من إسبانيا، حيث أسند إليه الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس أركان الجيش الفريق سعيد شنقريحة قيادة المركز الرئيسي للتحقيقات العسكرية في بن عكنون، وهو جهاز ارتبط بملفات تعذيب خلال التسعينيات.
ووفق شهادات متقاطعة، اكتسب ناصر الجن سمعة قاسية في الميدان، إذ وُصف بكونه متخصصًا في العمليات الميدانية العنيفة والاعتقالات القسرية والاستجوابات القاسية، ما جعله لاحقًا شخصية مثيرة للجدل على رأس المخابرات الداخلية.
تداعيات سياسية وأمنية
يرى مراقبون أن فرار ناصر الجن يعمّق صورة الانقسام والصراعات داخل هرم السلطة في الجزائر، ويكشف عن أزمة ثقة حادّة بين أجنحة الحكم.
كما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مصير ملفات حساسة كان يشرف عليها، خاصة في ظل اعتقالات متزامنة طالت مسؤولين أمنيين بارزين.

يتبع..
تعليق واحد