تقاريرسياسة
أخر الأخبار

تقرير أمريكي.. البوليساريو من حركة انفصالية إلى ذراع إيرانية: تهديد أمني يربط الساحل الإفريقي بالمتوسط

التقرير أشار إلى أن عناصر من الجبهة تلقوا تدريبات متقدمة على حرب العصابات والأسلحة الحديثة تحت إشراف فيلق القدس الإيراني الذراع الخارجية للحرس الثوري إضافة إلى ميليشيات موالية لطهران في سوريا ولبنان..

في تطور يثير القلق على المستويين الإقليمي والدولي كشف تقرير تحليلي صادر عن موقع Townhall الأمريكي أن جبهة ميليشيا البوليساريو لم تعد مجرد حركة انفصالية محدودة الطموح في الصحراء بل تحولت تدريجياً إلى أداة بيد إيران تُستخدم لإعادة رسم خرائط النفوذ وفتح بؤر توتر جديدة على حدود أوروبا وإفريقيا..

التقرير أشار إلى أن عناصر من الجبهة تلقوا تدريبات متقدمة على حرب العصابات والأسلحة الحديثة تحت إشراف فيلق القدس الإيراني الذراع الخارجية للحرس الثوري إضافة إلى ميليشيات موالية لطهران في سوريا ولبنان، هذا التحول العسكري النوعي كما يحذر التقرير ينذر بظهور بؤرة إرهابية جديدة في شمال إفريقيا متصلة بشبكات التهريب والتنظيمات الجهادية المنتشرة في الساحل والصحراء.

ومنذ سنوات تحاول طهران كسر الطوق الإقليمي المفروض عليها في الشرق الأوسط عبر تصدير نفوذها إلى مناطق بعيدة مثل إفريقيا اللاتينية وشمال إفريقيا، ومع تضييق الخناق على حزب الله في لبنان وحلفائها في سوريا والعراق يبدو أن إيران وجدت في البوليساريو مدخلاً مثالياً لنقل معركتها إلى الضفة الجنوبية للمتوسط بما يهدد مباشرة الأمن المغربي والإفريقي والأوروبي..

فالمعادلة بالنسبة لإيران وفق مراقبون واضحة،  كلما نجحت في زعزعة استقرار المغرب –الحليف الاستراتيجي للغرب وركيزة الاستقرار في المنطقة– كلما فتحت لنفسها موقع قدم جديداً يسمح لها بمساومة القوى الكبرى، وهنا يتجاوز الأمر قضية الصحراء المغربية إلى مشروع أوسع يستهدف البنية الأمنية للمنطقة برمتها..

والتقرير شدد على أن الجبهة تستغل شعارات حقوقية وبيئية في المحافل الدولية لتقديم نفسها كحركة تحررية في حين أن أنشطتها على الأرض تكشف عن واقع مختلف تماماً، تهريب السلاح والاتجار بالبشر والانخراط في شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود والتنسيق مع تنظيمات متطرفة، وهذا الاستخدام المزدوج للخطاب الحقوقي والعمليات غير المشروعة يشبه كثيراً ما قام به حزب الله في لبنان حينما مزج بين النشاط الاجتماعي والدور العسكري لفرض شرعية زائفة، والتحذير الأبرز في التقرير هو أن الخطر لم يعد يقتصر على المغرب وحده بل بات يشمل القارة الإفريقية وأوروبا على السواء..

فوجود كيان مدعوم من إيران على أبواب المتوسط يعني فتح جبهة جديدة قد تستغلها طهران في الضغط على الاتحاد الأوروبي وابتزازه عبر ورقة الإرهاب والهجرة غير النظامية، أما في العمق الإفريقي فإن الربط بين البوليساريو والتنظيمات المتطرفة في منطقة الساحل يعزز من هشاشة الوضع الأمني في منطقة توصف أصلاً بأنها أخطر بؤر الإرهاب في العالم.

وإذا كان هذا التقرير يفضح حقيقة التحولات الخطيرة داخل البوليساريو فإنه يعزز أيضاً الموقف المغربي الذي لطالما نبه المجتمع الدولي إلى مخاطر تحول تندوف إلى بؤرة غير خاضعة للقانون، فبالنسبة للرباط لم تعد المعركة قضية وحدوية محلية بل جزءاً من صراع دولي أكبر ضد مشروع إيراني يستغل الفوضى لتمديد أذرعه، غير أن التحدي الحقيقي أمام المغرب يتمثل في إقناع الشركاء الأوروبيين والأفارقة بأن التهديد لا يستهدف المملكة فقط بل أمنهم الجماعي، وهو ما يتطلب رؤية شاملة للتعامل مع الملف لا تقتصر على البعد الدبلوماسي بل تشمل التعاون الأمني والاستخباراتي والتنمية في مناطق التماس.

فالبوليساريو لم تعد كما كانت تقدم نفسها في خطابها الرسمي حركة سياسية تسعى لتحقيق مطلب انفصالي بل غدت وفق التحليل الأمريكي أداة في يد إيران لا تختلف كثيراً عن الميليشيات الطائفية التي أنشأتها طهران في المشرق..

وهنا يصبح الصراع حول الصحراء ليس مجرد نزاع إقليمي بل معركة استراتيجية ترتبط مباشرة بمستقبل الاستقرار في شمال إفريقيا وحوض المتوسط، والتهديد الذي يلوح في الأفق لم يعد نظرياً بل واقعاً يفرض على المجتمع الدولي إعادة النظر في طريقة تعامله مع هذا الملف، فترك البوليساريو تتحرك بحرية تحت رعاية إيرانية قد يعني ببساطة السماح بولادة حزب الله جديد على حدود أوروبا.

https://anbaaexpress.ma/mzx77

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى