في تطور جديد يثير الجدل داخل الساحة الأمريكية والدولية، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استعداده للنظر في مشاركة جوية محدودة للقوات الأمريكية لدعم أوروبا في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، مستبعداً في الوقت ذاته أي نشر لقوات برية أمريكية.
ترامب، وفي مقابلة مع موقع “ديلي كولر”، شدّد على أن الهدف من أي تحرك عسكري هو وقف نزيف الدم الذي يودي بحياة الآلاف أسبوعياً، مؤكداً أن واشنطن لن تتحمل تكاليف باهظة كما كان الحال في العقود الماضية.
ترامب أوضح أن السياسة الحالية لإدارته تقوم على بيع المعدات العسكرية لحلفاء الناتو مقابل الدفع المباشر، وليس تقديم مساعدات مجانية لكييف، في محاولة لتأكيد التزامه بشعاره “أمريكا أولاً” مع تبرير أي دعم عسكري محدود. وقال: “نحن لا نصرف أموالنا هناك، بل نبيع معدات لحلفائنا، وهذا فارق كبير”.
وبشأن موقفه من الحرب، اعتبر ترامب أنه لم يكن هو من أشعلها بل “ورثها”، مشيراً إلى أنه يسعى لإطفاء نارها رغم تعقيداتها، مضيفاً أنه سبق وأن نجح في إنهاء نزاعات دامت أكثر من ثلاثة عقود.
غير أنه لمّح إلى أن موسكو وكييف قد تحتاجان إلى “الاستمرار في القتال قليلاً” قبل التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب، وهو ما يعكس قراءة براغماتية وربما مثيرة للجدل لمسار الأزمة.
وعن علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال ترامب إنه حافظ على علاقة “جيدة جداً” معه خلال السنوات الماضية، في إشارة تعكس محاولة إبقاء قنوات التواصل مفتوحة رغم حدة المواجهة الجيوسياسية الحالية.
تصريحات ترامب وفق مراقبين، تكشف عن مزيج من الواقعية السياسية والبراغماتية الاقتصادية. فهو من جهة يحاول طمأنة الداخل الأمريكي بأنه لا يفرط في المال العام لصالح كييف، بل يجعل الأوروبيين يتحملون الكلفة، ومن جهة أخرى يلوّح بخيار عسكري محدود لإظهار جديته كقائد عالمي قادر على فرض حلول.
لكن إشارته إلى أن روسيا وأوكرانيا “قد تحتاجان إلى القتال أكثر” تطرح أسئلة حول مدى استعداده فعلياً لدفع عملية السلام، أم أنه يراهن على إنهاك الطرفين قبل التدخل كوسيط قوي.
في كل الأحوال، تبدو هذه التصريحات رسالة مزدوجة.. للأوروبيين بأنه لن يتركهم وحدهم، وللناخب الأمريكي بأنه لن يعيد تجربة الحروب المكلفة في الشرق الأوسط.