دوليسياسة
أخر الأخبار

بكين تجمع بوتين وكيم تحت عباءة شي.. عرض عسكري ضخم يبعث رسائل استراتيجية للعالم “فيديو”

المغزى الأعمق لهذا الحدث وفق مراقبين، لا يكمن فقط في الاستعراض العسكري الصيني، بل في الاصطفاف الرمزي بين بكين وموسكو وبيونغ يانغ..

في مشهد مهيب يحمل دلالات رمزية عميقة، توسط الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال عرض عسكري ضخم أقيم الأربعاء في ساحة تيان أنمين ببكين، وذلك في ختام أسبوع حافل بالاستعراضات الدبلوماسية والعسكرية التي نظّمتها الصين وحلفاؤها في مواجهة الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة.

الزعماء الثلاثة، الذين ساروا معًا على السجادة الحمراء وسط مراسم دقيقة التنظيم، ظهروا في صورة غير مسبوقة توحي ببلورة محور استراتيجي جديد يضم قوى تتشارك العداء الجيوسياسي لواشنطن.

الاحتفال الذي جاء بمناسبة مرور ثمانين عامًا على انتهاء الحرب العالمية الثانية، تحوّل إلى منصة للصين لاستعراض قوتها العسكرية المتنامية، حيث أكد شي في كلمته أن “العالم ما يزال يواجه خيارًا بين السلم والحرب”، مشددًا على أن “الصين لا يمكن إيقافها”.

العرض الذي استغرق تسعين دقيقة تخللته استعراضات ضخمة لآلاف الجنود ومجموعة واسعة من الأسلحة، أبرزها الصاروخ البالستي العابر للقارات “دي إف-5سي” بمدى يصل إلى 20 ألف كيلومتر، إلى جانب مسيرات بحرية تحت السطح وصواريخ فرط صوتية.

كما شاركت مئات المركبات العسكرية الثقيلة وعشرات الطائرات المقاتلة والمروحيات التي شكّلت في تحليقها الرقم “80”، في إشارة رمزية إلى ذكرى الانتصار.

العرض العسكري برئاسة الرئيس الصيني شي جين بينغ

وعلى الرغم من الطابع الاحتفالي، فإن المشهد لم يخل من توتر سياسي؛ إذ سخر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عبر منصته “تروث سوشال” من اللقاء الثلاثي، وكتب بتهكم: “أرجو منكم إبلاغ تحياتي لبوتين وكيم بينما تتآمرون ضد الولايات المتحدة”.

رد موسكو لم يتأخر، إذ اعتبر مستشار الكرملين يوري أوشاكوف أن تصريحات ترامب لا تعدو كونها “سخرية سياسية”.

المغزى الأعمق لهذا الحدث وفق مراقبين، لا يكمن فقط في الاستعراض العسكري الصيني، بل في الاصطفاف الرمزي بين بكين وموسكو وبيونغ يانغ.

ففي الوقت الذي تواصل فيه واشنطن وحلفاؤها الغربيون الضغط على هذه العواصم عبر العقوبات والتطويق الاستراتيجي، تعمد بكين إلى جمع قادة يصفهم الغرب بالمشاكسين في صورة موحدة، في رسالة مفادها أن التحالفات الجديدة قادرة على إعادة تشكيل موازين القوة في النظام الدولي.

وبينما يرى مراقبون أن العرض يعكس تصميم الصين على تثبيت نفسها قوة عسكرية موازية للولايات المتحدة، فإن اصطفاف بوتين وكيم إلى جانب شي يذكر بملامح تحالف جديد متعدد الأقطاب قد يغيّر قواعد اللعبة، خاصة مع تصاعد التوترات في أوكرانيا وشبه الجزيرة الكورية وبحر الصين الجنوبي.

https://anbaaexpress.ma/3fz5m

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى