على خلفية الأحداث الأخيرة المتسارعة في إقليم دارفور والنزاع الدموي الذي يتصدر المشهد السياسي والعسكري المحلي والإقليمي والدولي بين مليشيا الدعم السريع والقوات المشتركة والقوات المسلحة السودانية، وما بين فك حصار الفاشر وانسياب تدفق المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة لتوصيلها للمتضررين والمتأثربن بالحرب الجارية هناك لعدد يقدر بتسعمائة اثنين وعشرين ألف مواطن سوداني (مليون مواطن سوداني) يعانون من ويلات الحرب والحصار والتطويق عبر سلاح التجويع القسري المفتعل والإبادة الجماعية الممنهجة..
وما بين الإحراق المتعمد لشاحنات الإغاثة وقتل المدنيين العزل بسبب الجنس أو اللون أو العرق أو القبيلة أو الجهة أو خلافه، بسبب وبلا سبب والفارين من إطلاق النار العشوائي والمتعمد على كل شيء وكل حي، وفي غياب تام للضمير الإنساني العالمي لحقوق الإنسان في المنطقة ووسط تفرج العالم لما يحدث في الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور وكردفان دون أن يتحرك المجتمع الدولي لإنهاء الصراع هناك لفك أثر التدخلات الخارجية والسياسات الدولية العقيمة لتمرير أجندتها على الفاشر ووسط أفريقيا، وعبر ظاهرة لافتة للنظر غياب الإعلام المختلف لنقل المأساة الإنسانية والأخلاقية التي تنتهجها مليشيا الدعم السريع تجاه الأبرياء نحو عيون العالم لما يحدث من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واغتصابات ممنهجة واغتيالات جزافية، لإحداث تغيير في المعادلة الجيوسياسية بالمنطقة..
أقامت اللجنة المصرية لتضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية – بالتعاون مع مجموعة أفريقانيون (وحدة بحثية مستقلة) ندوة حول مجريات الأحداث الأخيرة المتسارعة في إقليم دارفور بمقرها بالعجوزة أمسية الأربعاء وسط حضور مكثف من قبل المهتمين والمختصين من أصحاب الشأن بدوافع إنسانية محضة ووقفة تضامنية قوية من الإخوة الأشقاء المصريين أقيمت لتقييم الأوضاع ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة للمرحلة الحالية والمقبلة.
تحدث في الندوة حول الوضع الإنساني في السودان (دارفور \_ كردفان) كل من الأستاذ / محى الدين جمعة – الكاتب والمحلل السياسي السوداني، والأستاذة / سمر إبراهيم – الصحافية المصرية المتخصصة في الشأن الأفريقي، كما أدار اللقاء الأستاذ / خليل منون – عضو لجنة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية – منسق مجموعة أفريقانيون،
الجدير بالذكر أن موضوع الندوة أعلاه دار حول أسباب الحرب باقليمي دارفور وكردفان لما جاء في المقدمة عاليه، وقد أشار سعادة الفريق / إبراهيم ألماظ دينق، القائد بالقوات المشتركة، إلى غياب تام للضمير الإنساني العالمي لحقوق الإنسان ووقفته مع قضية دارفور وكردفان والمناطق المتأثرة بالكارثة، ومن ثم ثمن سيادته الدور المصري حكومة وشعباً لوقفته الصلبة مع الجالية السودانية بمصر وموقفها الداعم للسودان، وأيضاً شكر الإخوة الأشقاء المصريين بلا استثناء الذين قاموا بهذه الندوة القيمة التي تخللتها بعض المداخلات المهمة من الأستاذة القديرة / أماني الطويل، الخبيرة الإعلامية المعروفة، والأستاذ / مجدي عبد العزيز، الكاتب الصحافي والمحلل السياسي من قناة الزرقاء، في ذات الموضوع،
وفي ذات السياق، اختتمت الندوة بوعد إجراء المزيد من الحوارات والنقاشات الجادة التي تخدم مصلحة البلدين الشقيقين وسبل تطويرها ودعمها المستمر، وبآخرة تم أخذ الصور التذكارية لتوثيق هذه الأمسية الهادفة،