يبرز المغرب كأول بلد عربي وإفريقي يشارك في مناورات “يونيتاس 2025” التي تحتضنها السواحل الشرقية للولايات المتحدة حتى 6 أكتوبر، بمشاركة جيوش من 25 دولة.
وتتمركز التدريبات في مواقع عسكرية استراتيجية مثل مايبورت بفلوريدا، كامب ليجون ونورفولك بفيرجينيا، وتشمل عمليات إنزال بحري-بري، رمايات بالذخيرة الحية، وتمارين قتال في بيئات حضرية، إضافة إلى استخدام أنظمة بحرية مسيرة وغير مأهولة، وهو ما يجعل نسخة هذا العام متميزة من حيث تقنيات التدريب.
وتعكس مشاركة القوات المسلحة الملكية المغربية حرص واشنطن على دعم حليف يوصف بـ”الموثوق”، لدوره في تعزيز الاستقرار والأمن البحري ومواجهة التهديدات العابرة للحدود.
كما تشكل هذه المناورات منصة لتبادل الخبرات مع القوات الدولية وتطوير القدرات التكتيكية والعملياتية للمغرب في مجالات الغوص والإنقاذ والدفاع السيبراني.
ويرى مراقبون أن حضور المغرب في “يونيتاس” يندرج ضمن مسار طويل من التعاون العسكري مع الولايات المتحدة، بدأ بتصنيفه حليفاً رئيسياً من خارج “الناتو” عام 2004، وتعزيزه بصفقات تسليح نوعية شملت أنظمة “ستينغر” و”هيمارس” وغيرها من المعدات الدفاعية المتطورة، ما ساهم في تحديث بنيته الدفاعية.
وتبرز هذه المشاركة البعد الاستراتيجي للشراكة المغربية-الأميركية، التي تتجاوز التعاون الثنائي التقليدي لتلامس مستوى التحالف في قضايا الأمن الإقليمي والدولي، خاصة مع انخراط الرباط في مبادرات مكافحة الإرهاب في الساحل والصحراء، وتعاونها الوثيق مع واشنطن في مجالات تبادل المعلومات وتأمين الحدود.
ويكرس الوجود المغربي في هذه المناورات صورته كقوة استقرار في شمال إفريقيا وفاعل محوري في الحسابات الأمنية الأميركية، خصوصاً فيما يتعلق بأمن الملاحة البحرية ومواجهة التحديات المتنامية في البحر الأحمر والمتوسط والساحل الإفريقي.