أثار تعليق وزارة الشباب والطفولة الإسبانية لافتة تحمل عبارة “إسبانيا والصحراء” على واجهة مقرها في مدريد جدلاً سياسياً حاداً، بعدما اعتُبر خطوة رمزية من الوزيرة سيرا ريغو، القيادية في حزب اليسار الموحد، تتناقض مع الموقف الرسمي لحكومة بيدرو سانشيز.
الوزيرة التي سبق أن استقبلت أطفالاً صحراويين ضمن برنامج “عطل في سلام” سمحت لهم برسم جدارية داخل الوزارة تحمل الشعار نفسه، ما أعطى المبادرة بعداً سياسياً إضافياً.
ريغو، المنحدرة من أب فلسطيني وأم إسبانية، تمثل جناحاً يسارياً راديكالياً ضمن تحالف “سومار”، وهو تيار تقليدياً يدعم الأطروحة الانفصالية في الصحراء، ويصطدم بخط الحزب الاشتراكي العمالي الذي يقوده سانشيز.
هذا الأخير كان قد غيّر جذرياً سياسة مدريد سنة 2022 بدعمه العلني للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، ما أنهى أزمة دبلوماسية مع الرباط وأعاد العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعي.
ورغم أن مواقف مثل هذه تعكس استمرار الانقسام داخل الائتلاف الحكومي، إلا أن اليسار الموحد و”بوديموس” اكتفيا بالتعبير عن اعتراضات رمزية دون الانسحاب من الحكومة، الأمر الذي يضع سانشيز أمام معادلة دقيقة.. التوفيق بين تحالف هش داخليا وبين شراكة استراتيجية مع المغرب أصبحت ضرورية لإسبانيا على المستويات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية.