أفريقياحديث الساعة
أخر الأخبار

الجزائر تحتضن المعرض الإفريقي.. والمغرب سيد الموانئ وبوابة القارتين

الجزائر تنظم معرض التجارة البينية الإفريقية.. لكن نجاح الشراكات الاقتصادية يظل مرهوناً بالمصالحة مع المغرب

تحتضن الجزائر العاصمة هذه الأيام فعاليات معرض التجارة البينية الإفريقية (IATF 2025)، من 4 إلى 10 من الشهر الجاري، والذي يشهد مشاركة عدد من الدول الإفريقية ومصنّعي قطع الغيار وصناعات السيارات، في محاولة لإبراز الجزائر كوجهة اقتصادية وصناعية صاعدة في القارة.

وبالموازاة، أعلنت وزارة الطاقة الجزائرية عن اتفاق مشترك مع روسيا لتقوية التعاون ضمن تحالف “أوبك+”، في رسالة مفادها أن الجزائر تسعى لترسيخ مكانتها كلاعب مؤثر في أسواق الطاقة العالمية.

ورغم أهمية هذه المبادرات، تبقى الحقيقة الجوهرية التي يغفل عنها صناع القرار في الجزائر، أي النظام العسكري الجزائري، أن أي انفتاح اقتصادي إفريقي أو استثمارات كبرى في مجال الطاقة والتجارة لن تُكتب لها الاستدامة والنجاح ما دامت الحدود مع المغرب مغلقة منذ أكثر من عقدين.

المغرب.. سيد الموانئ ومحور التكامل المغاربي

المملكة المغربية، وباعتراف المؤسسات الدولية، أصبحت اليوم الممر الاقتصادي الأول بين أوروبا وإفريقيا، بفضل استثماراتها الضخمة في البنيات التحتية، وموانئها الاستراتيجية مثل:

– ميناء طنجة المتوسط: الأول في البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا.

– ميناء الداخلة الأطلسي: المشروع الملكي الضخم الذي سيحوّل جنوب المملكة إلى قطب تجاري قارّي مفتوح على إفريقيا جنوب الصحراء.

– ميناء الناظور غرب المتوسط: منصة بحرية جديدة تعزز الريادة المغربية في المتوسط.

هذه المشاريع العملاقة وغيرها المستقبلية جعلت المغرب يتربع على عرش النقل البحري في القارة.

كما أن له واجهة أطلسية مباشرة تربطه بالقارة الأمريكية، ما يمنحه أفقاً ثلاثي الأبعاد: أوروبا – إفريقيا – الأمريكيتان.

وجدير بالذكر أنه، رغم محاولات الجزائر المتكررة لإقصاء المغرب من المحافل الإفريقية والدولية، يظل الواقع واضحاً: المغرب هو سيد الميادين ومحور التكامل المغاربي والإقليمي، باعتباره البلد الذي جمع بين الاستقرار السياسي، والتوجه التنموي، والانفتاح الدبلوماسي، مما جعله الوجهة الأولى للاستثمارات العالمية في المنطقة.

من منظور حقوقي.. حق الشعوب في التكامل لا في العزلة

للإشارة، إن استمرار إغلاق الحدود المغربية الجزائرية يشكل حرماناً لملايين المواطنين في شمال إفريقيا من حقهم الطبيعي في التواصل الإنساني، والتبادل الاقتصادي، والتنمية المشتركة.

وبدون تجاوز هذه الأزمة السياسية المفتعلة، فإن كل المعارض والاتفاقيات الجزائرية ستظل منجزات معزولة تفتقد للعمق الإقليمي الضروري.

جدير بالذكر، بأن معرض التجارة البينية الإفريقية، والاتفاق الجزائري الروسي في مجال الطاقة، خطوات مهمة على الورق، وروسيا تدرك ذلك جيداً.

غير أن النجاح الحقيقي لن يتحقق إلا عبر مصالحة مغاربية شاملة، تبدأ بفتح الحدود مع المغرب، لأن مستقبل إفريقيا الاقتصادية يمر عبر المغرب باعتباره بوابة القارتين ومركز الثقل البحري الأطلسي والمتوسطي.

وللتذكير، فإن المملكة المغربية دائماً ما كانت تمد يدها للحوار والمصالحة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، وخطبه السامية خير دليل على ذلك.

https://anbaaexpress.ma/barv0

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي خبير في الشأن المغاربي و الإفريقي، مدير عام أنباء إكسبريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى