أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “مور إن كومون”، ونشرت نتائجه الأربعاء، أن حزب العمال البريطاني، بقيادة رئيس الوزراء كير ستارمر، استعاد جزءاً من شعبيته بعد أشهر من التراجع بسبب التباطؤ الاقتصادي وتفاقم أزمة الهجرة، إذ حصل على ثقة 25% من الناخبين، بارتفاع ثلاث نقاط عن استطلاع شهر ماي الماضي.
في المقابل، تراجع حزب “إصلاح المملكة المتحدة” اليميني المتطرف، بقيادة نايجل فاراج، ثلاث نقاط لكنه ظل متصدراً نوايا التصويت بنسبة 25%، بفضل خطابه المناهض للهجرة. أما حزب المحافظين، الذي فقد السلطة عام 2024 بعد 14 عاماً في الحكم، فجاء ثالثاً بنسبة 20% فقط.
ويعقد حزب العمال مؤتمره السنوي الأحد المقبل في ليفربول، حيث يُتوقع أن تهيمن ملفات الاقتصاد والهجرة على جدول الأعمال، إلى جانب تقييم برنامج “التغيير” الذي طرحه ستارمر خلال انتخابات 2024.
تكشف نتائج الاستطلاع وفق مختصين في الشأن السياسي البريطاني، عن مشهد سياسي بريطاني منقسم بين ثلاثة اتجاهات:
حزب العمال يحاول استعادة ثقة الشارع عبر خطاب إصلاحي، لكنه يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية تهدد استقراره.
اليمين المتطرف بقيادة فاراج يرسخ موقعه كقوة احتجاجية شعبية، مستفيداً من مخاوف الهجرة والركود.
المحافظون يعيشون مرحلة تراجع تاريخي بعد عقد ونصف من الحكم، ويبدو أنهم عاجزون حالياً عن استعادة المبادرة.
هذا المشهد يوحي بأن بريطانيا تدخل مرحلة إعادة تشكيل للخارطة الحزبية، حيث لم يعد الاستقطاب التقليدي بين العمال والمحافظين كافياً لفهم ديناميكيات الناخب البريطاني، بل باتت الأحزاب الشعبوية جزءاً من المعادلة السياسية الجديدة.
