دوليسياسة
أخر الأخبار

أزمة واشنطن – كاراكاس.. تصعيد جديد يعيد شبح الحرب الباردة إلى الكاريبي

المشهد في الكاريبي اليوم أقرب إلى برميل بارود، حيث تتداخل الحسابات السياسية مع استعراض القوة العسكرية، بينما تغيب قنوات الحوار الجدي..

تشهد العلاقات بين فنزويلا والولايات المتحدة تصعيداً غير مسبوق أعاد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة، وسط اتهامات متبادلة بالتجسس، وتحركات عسكرية متسارعة، وخطاب سياسي يتجه نحو المواجهة أكثر من الحوار، ما يجعل استقرار منطقة الكاريبي في مهب الريح.

الرئيس نيكولاس مادورو اتهم واشنطن بتكثيف رحلات التجسس فوق الأجواء الفنزويلية خلال شهر غشت بثلاثة أضعاف، بالتوازي مع نشر بوارج أمريكية في البحر الكاريبي، معتبراً ذلك تهديداً مباشراً لسيادة بلاده واستفزازاً متعمداً لجرها إلى مواجهة مفتوحة.

من جهتها، تبرر إدارة دونالد ترامب هذا الانتشار العسكري بذريعة مكافحة المخدرات، في حين يرى مادورو أنها ذريعة لزعزعة نظامه وتهيئة الأجواء لتدخل عسكري محتمل.

التوتر ازداد حدة بعد إعلان ترامب عن مقتل 11 «ناركوتيروريست» في عملية وصفها بالناجحة ضد جماعة إجرامية مرتبطة بفنزويلا، وهو ما فسره مراقبون باعتباره تصعيداً متعمداً لإحراج كاراكاس.

في الخلفية، تواصل واشنطن ضغوطها عبر العقوبات الاقتصادية والاعتراف بخوان غوايدو رئيساً مؤقتاً، فضلاً عن اتهام مادورو نفسه بالتورط في شبكات تهريب المخدرات، وهو ما تعتبره الحكومة الفنزويلية حملة منظمة لإسقاط النظام البوليفاري.

رد كاراكاس جاء بتعبئة الميليشيا البوليفارية وحشد القوات على الحدود، في رسالة ردع للخارج لكنها في الوقت نفسه تغذي مناخ التوتر وترفع احتمالات وقوع حوادث قد تشعل فتيل مواجهة أوسع.

المشهد في الكاريبي اليوم أقرب إلى برميل بارود، حيث تتداخل الحسابات السياسية مع استعراض القوة العسكرية، بينما تغيب قنوات الحوار الجدي.

وفي ظل انعدام الثقة وتنامي الخطاب العدائي، يصبح خطر الانزلاق نحو مواجهة عسكرية أكبر من أي وقت مضى.

ويرى محللون أن مسؤولية تفادي هذا السيناريو تقع على عاتق القوى الإقليمية والدولية التي يفترض أن تعزز المساعي الدبلوماسية وتضغط لإرساء طاولة حوار.

فاستقرار فنزويلا لم يعد شأنا داخليا فحسب، بل قضية استراتيجية تمس أمن الكاريبي بأسره.

https://anbaaexpress.ma/m05ej

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى