أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائه مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في موسكو أمس الخميس، أن أبوظبي مرشحة لاستضافة قمته المرتقبة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيدًا بدور الإمارات كوسيط إقليمي ودولي موثوق في التهدئة وحل النزاعات.
جاء هذا التصريح في مستهل زيارة دولة يجريها الشيخ محمد إلى موسكو، وُصفت بأنها دفعة قوية للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وتأكيد على سياسة أبوظبي القائمة على الانفتاح وتوازن الشراكات الدولية.
تركزت المحادثات بين الجانبين على سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والطاقة، إلى جانب الملفات السياسية الإقليمية والدولية.
وأكد الجانبان على أهمية الشراكة في إطار “أوبك+” ودعم الاستقرار في أسواق الطاقة، فضلاً عن التعاون في الاستثمارات والصناعات الدفاعية والتكنولوجيا، بما في ذلك مشاريع مشتركة في مجالات الفضاء والتعليم والتدريب.
وتعكس زيارة الشيخ محمد وهي الثالثة خلال ثلاث سنوات موقع الإمارات المتقدم في علاقاتها مع موسكو، لا سيما بعد دورها المحوري في الوساطات بين روسيا وأوكرانيا، خصوصاً في ملف تبادل الأسرى، الذي نجحت فيه الإمارات بإطلاق آلاف المحتجزين.
تحظى الإمارات بثقة موسكو كأكبر مستثمر عربي في روسيا، وتستضيف أكثر من 4000 شركة روسية في أسواقها. وقد رسّخ البلدان تعاونهما عبر صناديق استثمارية مشتركة واتفاقيات ثنائية، أبرزها اتفاق منع الازدواج الضريبي، ما يعزز مناخ الأعمال ويزيد التبادل التجاري باستخدام العملات المحلية.
وتحظى أبوظبي، منذ انضمامها إلى مجموعة “بريكس”، بدور أكبر في صياغة التوازنات الدولية، وتستثمر مكانتها في الدفع نحو حلول سلمية عالمية، في وقت تستعد فيه لاستضافة قمة محتملة بين اثنين من أبرز قادة العالم، مما يرسخ موقعها كعاصمة دبلوماسية بديلة تعكس تحولات جديدة في النظام الدولي.