أفريقيامنوعات
أخر الأخبار

مصر العظيمة بين الخلود والتجدد

الاستعدادات الجارية لافتتاح المتحف المصري الكبير

هند الصنعاني 

تعيش مصر هذه الأيام على وقع حدث استثنائي يتمثل في الاستعدادات لافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، ويقع على بُعد خطوات من أهرامات الجيزة الخالدة.

منذ آلاف السنين، كانت مصر مهد الحضارات وملتقى الثقافات، أرض الفراعنة الذين شيدوا المعابد العظيمة ونحتوا التماثيل العملاقة وتركوا للعالم آثارا فريدة وشواهد تاريخية لا مثيل لها، من الأهرامات وأبو الهول إلى كنوز توت عنخ آمون ومقابر وادي الملوك، وشهدت هذه الأرض المباركة ولادة أولى الكتابات والنظم الإدارية، وأبدعت في مجالات الطب والهندسة والفلك، لتظل على مر القرون مصدر إلهام للإنسانية جمعاء.

تكمن عظمة مصر التاريخية في قدرتها على الجمع بين الخلود والتجدد، فهي لم تكتف بإبهار العالم بآثارها، بل حافظت عليها من عبث الزمن، لتظل شاهدا على عبقرية الإنسان المصري القديم وروحه المبدعة.

لم تكن الحضارة المصرية مجرد حجارة منحوتة أو نقوش على جدران المعابد، بل كانت فلسفة حياة متكاملة، تمجد العمل والعلم والجمال، وتؤمن بخلود الروح وقيم العدالة والنظام.

اليوم، تعود هذه الروح العريقة لتتجلى في مشروع حضاري ضخم يربط الماضي بالحاضر، ويجسد رؤية الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يقود نهضة شاملة في مختلف المجالات، وعلى رأسها الثقافة والسياحة، حيث يضم المتحف المصري الكبير أكثر من مئة ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون، وقارب الشمس الخاص بالملك خوفو، وآثار لم تُعرض من قبل.

وقد جرى تصميم قاعاته بأحدث أساليب العرض المتحفي، بما يتيح للزائرين تجربة تفاعلية تمزج بين جمال الفن القديم وتقنيات القرن الحادي والعشرين، كما جرى الاهتمام بالبنية التحتية المحيطة، حيث تم تطوير الطرق المؤدية للمتحف، وتجهيز محطات المترو، وتوسعة مطار سفنكس الدولي لاستقبال الضيوف الرسميين والزائرين من أنحاء العالم.

سيشكل هذا الحدث المرتقب مناسبة عالمية يحضرها ملوك ورؤساء دول ورؤساء حكومات، إلى جانب أبرز الشخصيات الثقافية والفنية الدولية، وقد وجهت مصر دعوات رسمية لعدد من قادة العالم للمشاركة في هذا الافتتاح التاريخي، الذي سيمتد على عدة أيام ليشمل فعاليات فنية وثقافية في القاهرة وعدد من المحافظات، في أجواء تحتفي بروح الحضارة المصرية.

لا يقتصر افتتاح المتحف على كونه فعالية ثقافية، بل هو إعلان عن مرحلة جديدة من السياحة المصرية، تعكس قدرة الدولة المصرية على الحفاظ على تراثها وعرضه بطريقة تليق بمكانتها العالمية، ومع اكتمال المشروع، تتوقع مصر قفزة في أعداد السياح من مختلف القارات، ليصبح المتحف المصري الكبير ليس فقط نافذة على تاريخ مصر، بل أيضا على حاضرها المزدهر ومستقبلها الواعد.

https://anbaaexpress.ma/ajuhj

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى