لندن – يهدف هذا التقرير الحصري إلى كشف الخيوط الخفية والداعمين وراء خط تحرير صحيفة لوموند الفرنسية، وتحليل الدور الذي تلعبه في التأثير على الرأي العام وتشويش الاستقرار المغربي.
ويستند التقرير إلى مصادر أنباء إكسبريس الداخلية والتحليل الاستقصائي لتقديم قراءة دقيقة لسياسات الإعلام الفرنسي تجاه المغرب، خصوصًا في ظل الصعود الإقليمي للمملكة.
رغم الأزمة الطويلة التي عرفتها العلاقات الدبلوماسية المغربية–الفرنسية في السنوات الأخيرة، فإنها شهدت انفراجًا كبيرًا عقب الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة المغربية، حيث استُقبل بحفاوة ملكية عكست عمق الروابط بين البلدين.
وزاد هذا التقارب رسوخًا بعد أن أعلنت فرنسا رسميًا اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه ودعمها الواضح لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الجاد وذي المصداقية.
غير أن هذا الانفراج الدبلوماسي تزامن مع حملة إعلامية ممنهجة تقودها صحيفة لوموند الفرنسية، التي تحولت من منبر صحفي مرموق إلى أداة لإثارة الشكوك حول المغرب ومؤسساته.
فقد نشرت مؤخرًا مقالات مثيرة للجدل تحت عناوين مثل: “في المغرب، أجواء نهاية عهد محمد السادس”، ضمن سلسلة موسومة بـ “لغز محمد السادس”.
هذه المواد أثارت جدلًا واسعًا داخل المغرب وخارجه، وطرحت علامات استفهام كبرى حول خلفياتها وتوقيتها.
خيوط الدعم والجهة الموجهة
مصادر أنباء إكسبريس تؤكد أن الخط التحريري للجريدة لا يُبنى على استقلالية مطلقة كما تدّعي، بل يخضع لتأثير مباشر من جهات نافذة لها ارتباطات قوية بدوائر استخباراتية فرنسية وأخرى خارجية، هدفها الأساسي هو:
1- التشويش على استقرار المغرب عبر التشكيك في مؤسسة الملكية،
2- خلق احتقان شعبي داخلي عبر مقالات تضرب في رمزية الملك،
3- توتير العلاقات الدبلوماسية المغربية–الفرنسية في مرحلة حساسة.
من يقف خلف لوموند: داعمون نافذون وارتباطات استخباراتية
– جيروم فينوليو (Jérôme Fenoglio): المدير الحالي للجريدة والمسؤول عن رسم خطها التحريري.
– ماتيو بيغاس (Matthieu Pigasse): مصرفي ورجل أعمال فرنسي له علاقات مع دوائر النفوذ السياسي والاقتصادي في باريس.
– كزافييه نيل (Xavier Niel): ملياردير فرنسي وصاحب إمبراطورية الاتصالات (Free Telecom)، تربطه مصادرنا بعلاقات غير رسمية مع دوائر نافذة داخل الدولة الفرنسية وخارحها، بما فيها مؤسسات استراتيجية واستخباراتية.
– بيير برجي (Pierre Bergé): رجل أعمال وشريك الراحل إيف سان لوران، كان أحد أبرز المساهمين في الصحيفة قبل وفاته، وله تأثير سياسي سابق وفق متابعات أنباء إكسبريس، لكنه ترك وراءه من يخلفه في متابعة مصالحه ضمن المجموعة المالكة للجريدة.
– دانيال كريتينسكي (Daniel Křetínský): مساهم حديث ضمن المجموعة المالكة للصحيفة، وفق تحليل مصادرنا، يشارك في توجيه قرارات الاستثمار ودعم الاستراتيجيات الإعلامية.
بعد استخباراتي جزائري لتعيين أكرم بلقايد
أكثر من هذا يشير تعيين الكاتب الجزائري أكرم بلقايد رئيسًا لتحرير لوموند ديبلوماتيك إلى بعد جديد في الخط التحريري للجريدة، خصوصًا فيما يتعلق بتغطية المغرب والمنطقة المغاربية.
مما يفيد بأن وجود مسؤول من خلفية جزائرية ضمن إدارة تحرير إحدى أهم الصحف الفرنسية المعادية للمغرب يؤكد، بأن الحملة الإعلامية ضد المغرب ليست مجرد تغطية صحفية عادية، بل جزء من أجندة موسعة لتشويش الاستقرار المغربي.
حيث هذا التعيين يثير التساؤل حول دور دوائر المخابرات الجزائرية في توجيه بعض المواد الصحفية، خصوصًا المقالات التي تستهدف رمزية الملكية المغربية، ويعكس حجم الاستراتيجية المنسقة خلف ما يمكن اعتباره حملة إعلامية ممنهجة تهدف إلى خلق احتقان شعبي داخلي وإثارة ضغوط دبلوماسية على المملكة.
وجدير بالذكر، مصادرنا تؤكد أن هؤلاء المساهمين لهم تأثير ملموس في رسم التوجهات الكبرى للجريدة، بما يشمل اختيار المواضيع الحساسة.
على سبيل المثال استهداف المغرب والملك محمد السادس، ورموز المملكة وهو ما يجعل الخط التحريري قريبًا من أجندات سياسية واستخباراتية تهدف إلى التشويش بشكل مستمر على الاستقرار المغربي.
استهداف منظم وممنهج
سلسلة المقالات الأخيرة ضد الملك محمد السادس ليست صدفة، بل تدخل في إطار حملة موجهة تُراد منها إعادة تشكيل صورة المغرب لدى الرأي العام الدولي.
اختيار عناوين مثيرة مثل “أجواء نهاية عهد محمد السادس” لا يندرج في النقد الصحفي التقليدي، بل في إستراتيجية الحرب النفسية لإضعاف الرابط بين الملكية والشعب.
هذا النوع من الحملات الإعلامية يتقاطع مع معلومات استقصائية حصلت عليها أنباء إكسبريس، تفيد بأن الجهات الداعمة للجريدة ترى في صعود المغرب تهديدًا لمصالحها في شمال إفريقيا والساحل.
السؤال المهم.. لماذا المغرب؟
الاستهداف ليس معزولًا، بل مرتبط مباشرة بالصعود الإقليمي الذي تعرفه المملكة في عدة أصعدة:
1- المغرب تحوّل إلى قوة إقليمية صاعدة بفضل مشاريع تنموية عملاقة، خصوصًا في الصحراء المغربية (العيون والداخلة)،
2- أصبح لاعبًا محوريًا في الأمن العسكري والدفاعي بالمنطقة،
3- يقود مبادرات استراتيجية مثل مشروع أنبوب الغاز الإفريقي،
4- نجح في فرض نفسه كبوابة رئيسية بين إفريقيا وأوروبا، في وقت يشهد فيه النفوذ الفرنسي التقليدي تراجعًا واضحًا.
خلاصة، تحقيقاتنا تخلص إلى أن ما تنشره جريدة لوموند الفرنسية ليس مجرد صحافة حرة، بل مهمة تضليلية تخدم أجندات استخباراتية تهدف إلى إضعاف المغرب وضرب استقراره الداخلي وزعزعة صورته الخارجية.
لكن المؤكد أن هذه الحملات الإعلامية لن تغيّر من حقيقة أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، رسخ مكانته كدولة استقرار وقوة إقليمية صاعدة، وأن استهدافه ما هو إلا اعتراف بوزنه المتزايد على الصعيدين الإفريقي والدولي.
يتبع..
اعتقد ان افضل رد المغاربة على لوموند هو مقاطعة الجريدة ومقاطعة المواد الاستهلاكية التي ينتجها ممولوا جريدة لوموند والمساهمين في راس مال الجريدة. وذلك عبر حملات تحسيسية بواسطة الشبكات الإجتماعية.