كما يقال: المناسبة شرط، ونحن نستحضر اليوم ذكرى جليلة وعزيزة في قلوب المغاربة، وهي ثورة الملك والشعب، التي رسخت معاني التضحية الفداء.
كما أكدت أن التلاحم بين المؤسسة الملكية والشعب المغربي ليس شعارًا عابرًا، بل عهد متجدد على الدفاع عن الوطن وقضاياه العادلة، وفي مقدمتها وحدته الترابية.
لكن، وفي خضم هذا السياق الوطني ذي الرمزية الكبرى، نفاجأ بممارسات مشبوهة وغير مفهومة تستغل هامش الحريات الذي تنعم به المملكة المغربية لترويج خطاب الانفصال والتشكيك في الثوابت الوطنية.
فمنصات إعلامية تجاوزت حدود المهنية، وبرامج “بودكاست” مضللة، تعمل على دسّ السم في العسل عبر لغة ملغومة ومصطلحات مغرضة، تستهدف وحدة الوطن وتغذي خطاب الفتنة والانقسام.
لقد بلغ الأمر حدّ الخطورة مع ما وقع يوم الجمعة الماضي بمدينة كلميم، حين رُفعت راية “الجمهورية الوهمية” لمليشيات البوليساريو داخل مقبرة لقصابي أثناء تشييع جثمان المدعو إبراهيم الصبار، وبحضور منتخبين ومسؤولين محليين.
ليست هذه مجرد حادثة عرضية، بل جرس إنذار يكشف عن اختراق علني، واستفزاز مباشر لرموز السيادة المغربية، وصمت غير مبرر يرقى إلى التواطؤ.
إن رفع راية الانفصال فوق التراب الوطني جريمة كبرى، والسكوت عنها خيانة لتضحيات الشهداء الذين افتدوا الوطن بدمائهم دفاعًا عن الصحراء المغربية.
وللأسف، هذه ليست سوى واحدة من سلوكيات انفصالية تتكرر بشكل مقلق، مما يفرض على مؤسسات الدولة، الأمنية والقضائية، التدخل الحازم لردع كل من تسوّل له نفسه المساس بالثوابت الوطنية.
ولا يمكن إغفال أن بعض المواقع الإلكترونية، التي تدّعي مغربيتها، تروج بشكل علني لمصطلحات تخدم أجندة مليشيات البوليساريو.
وهذا يفرض مسؤولية مضاعفة على الهيئات الرقابية والتنظيمية لمواجهة هذا الانزلاق الخطير، حتى لا يتحول الفضاء الإعلامي إلى سلاح ضد الوطن.
إننا، في ذكرى ثورة الملك والشعب، مدعوون لاستحضار دروس التاريخ: الوحدة الوطنية خط أحمر، والسيادة المغربية ليست موضوعًا للتجريب أو التساهل.
فالصحراء مغربية بدماء الشهداء، وبإجماع الشعب، وبشرعية القانون الدولي.. وأي محاولة للمساس بهذا الثابت لن تُقابل إلا بالحزم والصرامة.