في جريمة جديدة تضاف إلى سجل استهداف الصحفيين في غزة، أعلنت قناة الجزيرة القطرية، مساء الأحد، استشهاد مراسليها أنس الشريف ومحمد قريقع، بعد قصف إسرائيلي استهدف خيمة مخصصة للإعلاميين في محيط مستشفى الشفاء شمالي القطاع.
وأفاد مدير المستشفى أن القصف أصاب الخيمة بشكل مباشر قرب بوابته، ليُنهي حياة صحفيين لم يعرفا للراحة سبيلًا منذ اندلاع الحرب، إذ كانا من أوائل من يهرعون إلى مواقع القصف لنقل الحقيقة وتوثيق مشاهد المجاعة والدمار.
هذا الاستهداف يأتي في سياق حرب شاملة يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، بدعم أمريكي غير مشروط، في حملة وصفتها منظمات حقوقية ودولية بأنها “إبادة جماعية”، تتضمن القتل الممنهج، التجويع، التدمير، والتهجير، في تحدٍ صارخ لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العمليات والالتزام بالقانون الدولي.
حصيلة العدوان الكارثية تكشف حجم المأساة: أكثر من 213 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، فضلًا عن مئات آلاف النازحين الذين شردتهم آلة الحرب.
ويعكس استهداف خيمة الصحفيين رسالة واضحة بأن الاحتلال يسعى لإسكات الشهود قبل أن يسكت الضحايا، في محاولة لمحو الرواية الفلسطينية من الذاكرة الحية، وهو ما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي وقانوني حاسم بشأن حرية الصحافة وحماية المدنيين في النزاعات المسلحة.