أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن خفض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع البرازيل، في خطوة تعكس تفاقم التوتر السياسي بين الطرفين على خلفية الموقف البرازيلي من الحرب الإسرائيلية على غزة.
وجاء القرار بعد رفض برازيليا الموافقة على أوراق اعتماد المرشح الإسرائيلي غالي داجان لمنصب السفير الجديد في العاصمة البرازيلية، حيث أشارت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى أن الخارجية في تل أبيب اضطرت إلى سحب الطلب، مؤكدة أن العلاقات ستدار من الآن فصاعداً على مستوى دبلوماسي أدنى.
الأزمة لم تتوقف عند هذا الحد، فقد أعلنت إسرائيل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا “شخصاً غير مرغوب فيه”، عقب تصريحاته التي اتهم فيها تل أبيب بارتكاب “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين في غزة، وتشبيه سياساتها الحالية بأفعال النظام النازي، وهو ما أثار غضب الحكومة الإسرائيلية واعتبرته تجاوزاً غير مسبوق في الخطاب الدبلوماسي.
من جانبها، لم تُصدر الحكومة البرازيلية رداً فورياً على الخطوة الإسرائيلية، في حين كانت قد استدعت سفيرها من تل أبيب منذ العام الماضي احتجاجاً على العمليات العسكرية في غزة، ولم تعيّن بديلاً له حتى الآن، ما يعكس استمرار البرود في العلاقات الثنائية.
ويرى مراقبون أن خفض التمثيل الدبلوماسي يعكس عزلة متنامية لإسرائيل في أمريكا اللاتينية، حيث تبدي عدة دول، من بينها كولومبيا وتشيلي، مواقف متشددة تجاه العمليات الإسرائيلية في غزة.
وفي المقابل، تراهن تل أبيب على شبكة من العلاقات مع جماعات ضغط داخل البرازيل للحفاظ على الحد الأدنى من مصالحها الاستراتيجية، خصوصاً في مجالات التجارة والدفاع.
بهذا التطور، يتأكد أن الأزمة لم تعد مجرد خلاف ظرفي حول تصريحات سياسية، بل باتت مرشحة للتحول إلى قطيعة دبلوماسية جزئية، ما قد يترك تداعيات على مكانة إسرائيل في القارة اللاتينية، ويمنح البرازيل موقعاً متقدماً كأحد أبرز الأصوات المناهضة لسياسة الاحتلال على المستوى الدولي.