الشرق الأوسطسياسة
أخر الأخبار

وزير إسرائيلي يطرح “خطة تهويد غزة”.. استيطان لليهود وهجرة طوعية للفلسطينيين

هذه التصريحات تعكس بوضوح التصاعد المتواصل لخطاب "الصهيونية الدينية" الذي يسعى إلى إعادة تعريف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر إلغاء أي أفق سياسي أو تسوية قائمة على حل الدولتين، لصالح مشاريع استيطانية تستند إلى "حق توراتي" في الأرض..

كشفت صحيفة “معاريف” العبرية عن تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، أكد فيها أن حزبه “عوتسما يهوديت” يضع ضمن أولوياته مشروع تهويد قطاع غزة وتوطين اليهود فيه، معتبراً أن هذه الخطوة ستكون “في مصلحة الجميع”.

إلياهو، المعروف بخطابه الأيديولوجي المتشدد، طرح رؤيته لمستقبل القطاع قائلاً: “يجب أن نسيطر على غزة، وأن نوطن اليهود فيها، وأن نجعلها يهودية، فهذا سيساعد اليهود والعرب على حد سواء”.

لكن خطورة تصريحاته لم تتوقف عند ذلك، إذ سبق للوزير نفسه أن قال إن إلقاء قنبلة نووية على غزة “حل ممكن”، مضيفاً أن القطاع “يجب ألا يبقى على وجه الأرض”، في دعوة اعتبرها مراقبون تجسيداً لخطاب إلغائي يخرج عن كل المعايير السياسية والإنسانية.

وأضاف الوزير أن الطريق لتحقيق هذا “الحلم” يكمن في تشجيع “الهجرة الطوعية” لسكان غزة إلى دول أخرى، مؤكداً أن حزبه لا يعرف خطوطاً حمراء بل “خطوطاً للمضي قدماً”، في إشارة إلى مشروع استيطاني واسع يهدف إلى إعادة إنتاج نموذج السيطرة والتهويد الذي يطرحه اليمين الديني المتطرف.

وخلال مقابلة إذاعية، شدد إلياهو على أن حزبه بقيادة إيتمار بن غفير هو “حزب مبادئ”، وأنه لا يسعى فقط للاحتفاظ بالسلطة بل لتنفيذ مشروع شامل “يضمن أمن إسرائيل”.

وأكد أن الضغط العسكري والسياسي على غزة، على غرار ما جرى في رفح، “يثمر ويجعل حماس في حالة خوف وارتباك”. كما انتقد الحكومات اليمينية السابقة التي نفذت خطة الانسحاب من القطاع عام 2005، وأطلقت سراح زعيم حماس يحيى السنوار، محملاً إياها مسؤولية “إضعاف الردع” الإسرائيلي.

هذه التصريحات تعكس بوضوح التصاعد المتواصل لخطاب “الصهيونية الدينية” الذي يسعى إلى إعادة تعريف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر إلغاء أي أفق سياسي أو تسوية قائمة على حل الدولتين، لصالح مشاريع استيطانية تستند إلى “حق توراتي” في الأرض.

دعوة إلياهو للهجرة الطوعية للفلسطينيين ليست سوى صياغة مخففة لفكرة “الترانسفير” التي طالما راودت تيارات اليمين المتطرف، وهو ما يجعلها في نظر كثير من المراقبين محاولة لشرعنة التهجير القسري تحت غطاء إنساني زائف.

تحمل هذه الرؤية دلالات خطيرة، فهي تكشف ليس فقط عن عمق الانزياح الأيديولوجي للحكومة الإسرائيلية نحو اليمين الديني المتشدد، بل أيضاً عن غياب أي التزام بحلول سياسية واقعية.

كما أنها تضع المجتمع الدولي أمام معضلة أخلاقية وقانونية، إذ أن الحديث عن “يهودة غزة” يفتح الباب على مصراعيه أمام مشاريع ضم واستيطان جديدة تنذر بموجات تهجير وانفجار أمني أشد عنفاً.

في السياق الأوسع، تبرز تصريحات إلياهو كجزء من دينامية سياسية داخلية في إسرائيل، حيث يسعى وزراء “عوتسما يهوديت” لتعزيز نفوذهم في الحكومة عبر خطاب صدامي يرضي قواعدهم الانتخابية، ويمارس ضغطاً على شركائهم في الائتلاف..

غير أن هذا الخطاب قد يفاقم عزلة إسرائيل الخارجية، خصوصاً في ظل التحركات الدولية الساعية لإعادة إحياء مسار السلام وتطويق تداعيات الحرب على غزة.

تصريحات وزير التراث الإسرائيلي حسب مراقببن لا يمكن قراءتها كزلة لسان أو مواقف فردية، بل كجزء من مشروع أوسع يعكس صعود خطاب استيطاني لا يعترف بالحقوق الفلسطينية.

وبينما تسعى تل أبيب إلى فرض معادلة “القوة أولاً”، تبدو دعوات التهجير والتهويد مرشحة لتأجيج الصراع أكثر مما هي قادرة على حله.

https://anbaaexpress.ma/fbuqi

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى