المُستشارة: مسيرة أنجيلا ميركل الملحمية”.. الكتاب تأليف كاتي مارتون وتعريب ماجد حامد ومراجعة وتحرير مركز التعريب والبرمجة في بيروت.
بين دفّتي كتاب “المُستشارة” نقرأ السيرة الذاتية للمستشارة أنجيلا ميركل، سيرة تستعرض بالتفصيل صعودها الملحوظ وتألقها السياسي لتصبح أقوى امرأة في العالم.
ويجمع الكتاب بين سيرة ذاتية آسرة، وقصة إنسانية، لشخصية ارتقت لتصبح زعيمة الغرب غير الرسمية، وهي التي نشأت في ألمانيا الشرقية التي يسيطر عليها الاتحاد السوفياتي.
اخترتُ لكم بعض الفقرات التي لن تغني بالتأكيد عن قراءة الكتاب:
وُلدت أنجيلا دوروثيا كاسنر (أنجيلا ميركل) في مستشفى بارمبيك في عام 1954.
كنتُ أقرع أجراس الكنيسة في طفولتي مرة في الصباح، وأكرر الأمر نفسه مرة أخرى عند الساعة السادسة مساء، وأشعر اليوم بالحنين إلى تلك الأيام.
أدّى هَوَس ميركل بالخصوصية إلى إنهاء علاقتها بكل من يكشف أي تفاصيل عن حياتها، ولو بدا ذلك التفصيل المرتبط بحياتها الخاصة بسيطاً وتافهاً، حتى أن أحد حلفائها السياسيين خسر ثقتها بالكامل بعد نشره رسالة بريد إلكتروني أرسلتها إليه، وهي مكوّنة من أربع كلمات فقط: “شكراً على الاقتراح، أ. م”.
استمدّت ميركل القوة من خلال مراقبة الرجال الأقوياء، ومن بينهم المستشار هيلموت كول، مستشار ألمانيا بين عامي 1990 و 1998، وأحد السياسيين الذكور الذين دفعوا ثمناً سياسياً باهظاً لاستخفافهم بالمرأة التي دعاها ذات مرة ميدشن “ابنتي”.
كانت حالة والديها أفقر حتى من أن يتحمّلا عبء شراء عربة أطفال لأنجيلا الرضيعة، فصنعا من صندوق خشبي مهداً للمستشارة المستقبلية.
وقعت ميركل في الحب في العشرين من عمرها عام 1974، ما إن التقت بأُلرِش ميركل، وهو طالب فيزياء وزميلها في ليبزيغ.
في العام 1991 قالت: “إذا بزغ نجم شخص ما بشكل أسرع من المعتاد، فسرعان ما يرفع الحسّاد والجشعون رؤؤسهم. أنت تخضع إلى تدقيق، يُسجّل فيه كل خطأ صغير ويتبعه رد فعل حاد”.
أدّت أنجيلا ميركل في الثاني والعشرين من تشرين الثاني 2005، اليمين الدستورية بصفتها أول مستشارة أنثى في تاريخ ألمانيا.
لم تحبّذ يوماً الجلوس في الصفوف الأمامية حتى خلال المرحلة الدراسية، بل كانت تفضِّل الجلوس في الوسط لتتمكن من رؤية باقي أقسام القاعة.
كانت روح الدعابة وسيلة ميركل لتبديد ضغوطات العمل، ففي أثناء قيامها برحلة لتفقّد القوات الألمانية المنتشرة في أفغانستان في كانون الأول عام 2010.. وعند قيام الطيار بمناورة هوائية، شعر الركاب باهتزازات عنيفة، وبعد انتهاء مرحلة التوتر، وإعلان استتباب الأمان، استدارت المستشارة إلى العسكري المرافق لها، وسألته بهدوء: “ما هي مخططاتكم القادمة لتسليتي؟”.
ان المستشارة الألمانية تتحدث الروسية بطلاقة
في الوقت الذي تزوجت (مرة ثانية) من (يواخيم) زاور (1998) كانت قد تخطّت الأربعين عاماً ونيفاً (44 سنة) (ولكنها احتفظت بكنية زوجها الأول “ميركل”).
كتب رودجر كوهين في عموده في صحيفة نيويورك تايمز: “كان هنري كيسنجر يُسأل دوماً عن رقم يمكن الاتصال به للتحدث إلى كل أوروبا، الآن يمكنه أن يجيب بثقة: اتصلوا بأنجيلا ميركل”.
يقول أنتوني بلينكن، أحد مساعدي (الرئيس الأميركي) أوباما وقتها: كانت ميركل تتصل بأوباما بعد حديثها مع (الرئيس الروسي)بوتين، قائلة: “لا أعرف كيف أتصرف مع شخص يكذب عليّ باستمرار”، ليرد الأخير ضاحكاً: “أصبحنا اثنين”.
كشف (الرئيس الأميركي) ترامب في كانون الأول عام 2015، عن الحسد عندما اختيرت ميركل “شخصية العام” من قِبل صحيفة التايم وهي الجائزة التي تعادل الأوسكار في عالم السينما.
ما جعله يعرض نسخاً مزيّفة مؤطرة لغلاف صحيفة التايم تحمل صورته، وعلّقها على جدران مكاتبه في أربعة من نوادي الغولف التي يمتلكهان حتى هدّدته الصحيفة باتخاذ إجراء قانوني.
في أيلول 2020، وجد استطلاع أجراه مركز بيو للابحاث أن أنجيلا ميركل هي القائد الأكثر ثقة في العالم، بغض النظر عن الجنس.