آراءسياسة
أخر الأخبار

مستقبل غزة بعد الحرب.. ضرورة توافق فلسطيني يردع أي احتلال جديد

نائل مناصرة

تتصاعد اليوم النقاشات السياسية حول من سيقود قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، لكن هذه النقاشات تتجاهل أولوية الناس الذين يعانون في الميدان، بعيداً عن الخطابات السياسية التي تفتقر إلى واقعية الحلول.

الواقع المؤلم يفرض ضرورة إيجاد بديل فلسطيني واضح يحمي القطاع من خطر فرض إدارة عسكرية إسرائيلية أو تدخلات خارجية قد تزيد من معاناة السكان.

السلطة الفلسطينية وحركة حماس هما الجهتان الرئيسيتان القادرتان على إدارة غزة، رغم أن كلا الطرفين يعانيان من فقدان الشرعية التمثيلية المنتخبة، وهذا يجعل الحل عبر استعادة حكم أحدهما فقط أمراً غير مجدٍ. وبالتالي، المطلوب ليس إعادة إنتاج حالة الصراع أو انتظار وحدات وطنية يصعب تحقيقها، بل توافق عملي وعاجل يُرضي الطرفين بشكل جزئي لكنه فعال في تجاوز المرحلة الراهنة.

هذا التوافق يجب أن يرتكز على مبادرة واقعية تُقدم تنازلات متبادلة بسيطة لا تؤثر على جوهر المصالح الوطنية، لكنها تضمن بقاء الإدارة تحت رقابة فلسطينية، بعيداً عن أي سيطرة عسكرية أو خارجية. مثل هذا الحل من شأنه أن يمنع انزلاق غزة إلى حالة من الفوضى الإدارية وربما الانكشاف الكامل على الاحتلال.

في نهاية المطاف، يمكن القول إن الحل الأمثل يكمن في تجاوز أطر التنافس السياسي الضيقة والتركيز على مصلحة القطاع وأهله، حيث يلتقي الطرفان على أرضية تحمي القطاع من أي تهديد يحدق به، وتعيد للناس بعضاً من الأمل في استقرار مستقبلهم. وهذا التحدي، رغم صعوبته، لا بد أن يكون أولوية مطلقة لأي قيادة فلسطينية تسعى لحماية غزة وشعبها.

* صحفي وكاتب من رام الله مهتم بالشأن الإنساني في غزة

https://anbaaexpress.ma/z9236

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى