كشفت صحيفة el país الإسبانية، نقلاً عن مصادر حكومية، أن إسبانيا أوقفت خططها لشراء مقاتلات أمريكية من طراز “إف-35” من شركة “لوكهيد مارتن”، رغم تخصيص 6.25 مليار يورو لهذا الغرض في ميزانية 2023.
وبحسب التقرير، فإن قرار مدريد جاء نتيجة توجيه معظم الزيادة الإضافية في موازنة الدفاع لعام 2025، والبالغة 10.5 مليار يورو، نحو مشاريع دفاعية أوروبية، ما يجعل شراء الطائرات الأمريكية مستبعدًا في المرحلة الحالية.
الخطوة تأتي في سياق سعي حكومة بيدرو سانشيز الاشتراكية للوفاء بالتزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي برفع الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، دون الاستجابة لضغوط أمريكية – خاصة من الرئيس دونالد ترامب – لزيادته إلى 5%.
ترامب انتقد سانشيز بشدة ملوّحًا بفرض رسوم جمركية إضافية على السلع الإسبانية، ما يعكس تباينًا في الرؤى بين مدريد وواشنطن حول أولويات الإنفاق العسكري.
تحليلا، يعكس القرار توجها استراتيجيا نحو دعم الصناعة الدفاعية الأوروبية وتعزيز الاستقلالية العسكرية للاتحاد الأوروبي ، في وقت تشهد فيه العلاقات عبر الأطلسي توترا على خلفية ملفات الإنفاق الدفاعي والتجارة….
كما أنه يرسل إشارة سياسية بأن مدريد توازن بين التزاماتها تجاه الناتو ورغبتها في تقليل الاعتماد على المعدات الأمريكية، انسجاما مع دعوات أوروبية أوسع لبناء “سيادة دفاعية” مستقلة.
غياب التعليق الرسمي من وزارة الدفاع الإسبانية و”لوكهيد مارتن” يترك الباب مفتوحا أمام تكهنات بشأن إمكانية إعادة النظر في الصفقة مستقبلاً، خاصة إذا تغيرت أولويات التمويل أو تصاعدت الضغوط الأمريكية.