آراء
أخر الأخبار

عيد الشباب.. موعد مع الوطن وتجديد العهد على المشاركة السياسية

طه رياضي

بمناسبة عيد الشباب المجيد، الذي يخلده الشعب المغربي بكل فخر واعتزاز في الواحد و العشرين من غشت من كل سنة، نتشرف بتقديم أحر التهاني وأصدق المتمنيات إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، سائلين العلي القدير أن يقر عينه بولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وأن يحفظ الأسرة الملكية الشريفة بما حفظ به الذكر الحكيم.

إن عيد الشباب ليس فقط مناسبة وطنية للاحتفال، بل هو محطة للتأمل في مكانة الشباب داخل المجتمع، وفي الأدوار التي يتعين عليهم الاضطلاع بها من أجل الإسهام في بناء مغرب الغد.

ولعل المرحلة الراهنة، في ظل الاستحقاقات المقبلة، تفرض أكثر من أي وقت مضى جعل قضية الشباب في صلب الاهتمام الوطني، عبر إشراكهم في الحياة العامة والسياسية بشكل فعلي وملموس.

إن الأحزاب السياسية مدعوة اليوم إلى الانخراط الصادق في تفعيل المقتضيات الدستورية، وخاصة الفصل 30 الذي يضمن للشباب حق المشاركة في الحياة السياسية والانتخابية.

ولم يعد مقبولا أن يبقى دور الشباب محصورًا في الهامش، أو أن يظل حضورهم رمزيا وشكليا. فالتجديد الديمقراطي لن يتحقق إلا عبر تجديد النخب، وتمكين جيل جديد من ولوج مواقع القرار وتحمل المسؤولية.

وعليه، فإن المسؤولية التاريخية ملقاة على عاتق الأحزاب، لتفتح أبوابها أمام الطاقات الشابة، وتؤطرها، وتفسح لها المجال للتعبير عن رؤيتها وإبداعها في خدمة المصلحة العامة.

أما أنتم شباب هذا الوطن العزيز، فإن عيد الشباب هو موعد لتجديد العهد مع وطنكم، ومع قيم المواطنة الصادقة. لقد منحكم الدستور حق الانخراط في الحياة السياسية والمشاركة في صناعة القرار، وعليكم أن تتحولوا من موقع المتفرجين إلى موقع الفاعلين.

فالمغرب ينتظر منكم الكثير: طاقاتكم، أفكاركم، مبادراتكم، ونضجكم الديمقراطي.

إن المشاركة السياسية ليست امتيازا، بل هي واجب ومسؤولية. والاستحقاقات المقبلة تمثل فرصة لإثبات أن الشباب ليس عازفًا عن السياسة، بل هو قادر على أن يكون ركيزة للتغيير، وحاملا لمشروع الإصلاح والتنمية.

إن الاحتفال بعيد الشباب هو في عمقه تجديد للثقة في قدرة جيل جديد على مواصلة مسيرة البناء تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وفي نفس الوقت دعوة إلى جعل الشباب في قلب السياسات العمومية والحياة الديمقراطية.

فقد آن الأوان لننتقل جميعا من مرحلة الخطاب إلى مرحلة الفعل، ومن موقع الانتظار إلى موقع المبادرة، من أجل مغرب يليق بطموحات شبابه ويستجيب لتطلعاتهم.

https://anbaaexpress.ma/dozpu

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى