دخلت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيّز التنفيذ رسمياً اليوم الخميس، في خطوة مثيرة تعيد خلط الأوراق على الساحة التجارية العالمية، وتشمل واردات من نحو 70 دولة، من بينها دول الاتحاد الأوروبي، وسط تهديدات إضافية تطال الشركاء التجاريين المتعاملين مع روسيا.
وبحسب تصريحات مسؤولين أميركيين، بدأ تنفيذ القرار منتصف ليل الأربعاء بتوقيت واشنطن (04:00 بتوقيت غرينتش)، فيما توقعت المفوضية الأوروبية أن يبدأ سريان الرسوم بنسبة 15% على معظم المنتجات الأوروبية يوم غدٍ الجمعة، في ظل تنسيق مستمر بين بروكسل وواشنطن بشأن تفاصيل المرحلة المقبلة.
وتشمل الرسوم الجديدة طيفاً واسعاً من السلع المستوردة من دول الاتحاد الأوروبي، إلى جانب عشرات الدول الأخرى، بينما تعهد الاتحاد الأوروبي بتكثيف الاستثمارات داخل الولايات المتحدة كجزء من تفاهم ضمني لتخفيف حدة التوتر، على الرغم من استمرار النقاشات حول توقيت وشروط هذه الاستثمارات.
في المقابل، تخضع الصين والمكسيك، وهما من أبرز شركاء الولايات المتحدة التجاريين، لروزنامات زمنية خاصة في ظل استمرار المفاوضات الثنائية بشأن الاتفاقات التجارية والرسوم المحتملة.
وفي تصعيد واضح، لوّح ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على الدول التي تقيم علاقات تجارية مع روسيا، أو فرضها بالفعل، معتبراً أن هذه العلاقات “تدعم بطريقة غير مباشرة العدوان الروسي على أوكرانيا”، وفق تعبيره.
كما أعلن عن توجه أميركي لفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على واردات رقائق أشباه الموصلات من الدول التي لا تنتج هذه المكونات داخل الولايات المتحدة أو لا تخطط لتصنيعها محلياً.
وأكد من المكتب البيضاوي أن هذه الرسوم لن تشمل الشركات التي تعهدت ببناء مصانعها داخل الأراضي الأميركية، في إشارة إلى استراتيجية تهدف إلى إعادة توطين صناعة الرقائق وتقليل الاعتماد على الخارج.
وتعد هذه التحركات جزءاً من أجندة ترامب التجارية القائمة على شعار “أميركا أولاً”، والتي تعيد توجيه بوصلة التجارة العالمية نحو حماية الصناعات الوطنية، حتى وإن كلف الأمر صدامات مع الحلفاء التقليديين.