اليوم، الخميس، يحيي المغاربة الذكرى السادسة والأربعين لاسترجاع إقليم وادي الذهب من الاحتلال الإسباني، في مناسبة وطنية خالدة تمثل إحدى اللحظات الفارقة في مسار استكمال استقلال المغرب وترسيخ وحدته الترابية.
في 14 غشت 1979، استقبل الملك الراحل الحسن الثاني بالقصر الملكي في الرباط وفود علماء وأعيان ووجهاء وشيوخ قبائل وادي الذهب، حيث جددوا البيعة والولاء، معلنين تمسكهم العميق بالانتماء للمغرب ورفضهم القاطع لأي مشروع انفصالي.
جاء ذلك بعد انسحاب موريتانيا من الإقليم، لتدخل القوات المسلحة الملكية مدينة الداخلة وترفع العلم المغربي فوق مؤسساتها، في مشهد جسّد عودتها النهائية إلى حضن الوطن.
وفي اليوم نفسه، صدر مرسوم ملكي بإحداث عمالة إقليم وادي الذهب، ما أضفى على الحدث طابعًا مؤسساتيًا رسّخ ارتباط الإقليم بالدولة.
لم يكن استرجاع وادي الذهب حدثًا معزولًا، بل ثمرة مسار نضالي طويل انطلق منذ خمسينيات القرن الماضي مع جيش التحرير، ومر بمحطات بارزة مثل استرجاع طرفاية سنة 1958 والمسيرة الخضراء سنة 1975، ليختتم بإغلاق آخر فصل من الوجود الاستعماري الإسباني في الأقاليم الجنوبية.
وقد عزز هذا الانتصار موقف المغرب في المحافل الدولية، وأكد أن قضية الصحراء هي قضية سيادة ووحدة وطنية غير قابلة للمساومة.
وبعد أقل من عام، قام الملك الحسن الثاني بزيارة تاريخية إلى الداخلة، ترأس خلالها احتفالات عيد العرش، وجدد تسلّم البيعة من شيوخ القبائل، مؤكّدًا أن الدفاع عن الصحراء خيار استراتيجي ثابت.
ومنذ ذلك الحين، أصبح يوم 14 غشت عطلة رسمية لتخليد هذه المحطة الحاسمة، وترسيخ التعبئة الوطنية حول الوحدة الترابية.
واليوم، وبينما تعرف الأقاليم الجنوبية نهضة تنموية متسارعة بمشاريع استراتيجية في البنية التحتية والاقتصاد، تبقى ذكرى استرجاع وادي الذهب عنوانًا لانتصار الإرادة الوطنية على تحديات السياسة والجغرافيا، ورمزًا للتلاحم المتجدد بين العرش والشعب.
تعليق واحد